المصرى اليوم
محمد أمين
في ساعات الخطر
الدكتور طارق شوقى، وزير التعليم، يغضب حين تنتقد ثانوية الأنابيب أو التابلت، ويغضب حين تتحدث عن مد إجازة منتصف العام، تفادياً للإصابة بفيروس «كورونا»، ولست معه في هذا الغضب أبداً.. فبالتأكيد هؤلاء لا يريدون أن يديروا الوزارة بدلاً منه.. وإنما يحذرون من إصابة التلاميذ بالعدوى، خاصة أن الصين نفسها أعلنت أن الأمر خرج عن سيطرتها، وتجاوز قدراتها!.
ولا مانع يا معالى الوزير أن تتلقى آراء أخرى معاونة في المقام الأول، وليست بديلة لدوركم.. فالذين أعلنوا في السوشيال ميديا أشخاص لهم اعتبارهم، والذين كتبوا في الصحف أيضاً خبراء لهم تقديرهم.. هؤلاء لا ينشغلون بمنصب الوزير قدر انشغالهم بصحة المصريين وتعليمهم.. والقصة من أولها لآخرها في يدك أنت.. إن شئت أن تمد الإجازة أو تقطعها.. أنت الوزير ولا أحد سيتكلم، إلا في حالة ظهور المرض لا قدر الله!.

ويجب أن نتفق على أن حالة الهلع عالمية وليست محلية، ولم تروجها صحافة صفراء أو خضراء!. العالم كله يأخذ احتياطاته.. فلماذا ننكر على المصريين حقهم في دق ناقوس الخطر؟.. القصة يا سيدى لا علاقة لها باغتصاب منصب الوزير من عدمه.. القصة تتعلق بالخوف من الفيروس القاتل.. فقد عجزت عنه الصين وسلطات الصين.. والكلام عن مد الإجازة أضعف الإيمان.. ومؤكد أنت الذي عندك المعلومات وعلى اتصال بأجهزة الدولة على مدار الساعة ولا أحد غيرك!

الكلام في حد ذاته ليس معضلة.. ولم يتحول إلى قرار وزارى.. الناس لا تملك «القرارات الوزارية»، ولكنها فقط تملك «التحذير».. وتملك أن تدق ناقوس الخطر.. وهذا لا يعنى إشاعة جو من الهلع والرعب.. الرعب قائم والهلع قائم.. والخوف على فلذات الأكباد حق لأولياء الأمور.. ومن واجب الدولة أن تستجيب في ساعات الخطر لصرخات الناس!

الوزير تعلم في الخارج ويعلم قوة تأثير الرأى العام، ويعلم مدى تأثير الرأى العام في قرارات الحكومة.. ولكنه حين جاء إلى مصر وتولى منصباً عاماً نسى الرأى العام وقوته وتأثيره، وتذكر فقط أنه الوزير، ولا أحد يصح أن يبدى تخوفه أو يعلن رأيه في مواجهة الوزير، فهو الذي يعرف وهو الذي يقرر.. يا معالى الوزير ضع نفسك مكان هؤلاء الناس الذين يقتطعون من قوتهم ليعلموا أبناءهم، ولا يملكون في الدنيا غيرهم!.

زمان كانت الوزارة تستجيب لأولياء الأمور في الأرياف حين يطالبون بمد إجازة الصيف أسبوعاً أو أسبوعين لجنى القطن، وكانت الحكومة تعتبره مطلباً جديراً بالاهتمام وتنفذ الطلب.. وكان التعليم أحسن من التعليم الآن بمراحل!

باختصار شديد، كان الوزير يستطيع أن يعتبر ما يتردد شعبياً عن مد الإجازة مطلباً عادلاً، ومن حقه أن يوافق أو يرفض، ويخرج ليقول: الدراسة في موعدها دون تأجيل، ولا مخاوف من كورونا، والناس لا تعترض والسلام!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف