الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. جريمة اسمها: دبلوم تجارة
لأننا من عبدة الشهادات، ولسان حالنا يقول: «أهى شهادة والسلام» أكاد أقول إننا لا نعلم ـ على وجه اليقين ـ عدد من حصلوا على شهادة دبلوم التجارة المتوسطة.. ربما فى البنات أكثر من الصبيان، فالطبيعة المصرية تراها وسيلة للوظيفة الميرى للجنسين معاً. ولأنها الشهادة الأسهل فى نظامنا التعليمى توسعنا فى هذه الدراسات التى لا أعتبرها ـ بالمرة ـ شهادة جامعية.. بل أكاد أراها مثل شهادة محو الأمية التاريخية.. إذ يجاهر بها من يحملها.. بينما هو بالفعل عاجز عن القراءة.. عاجز عن كتابة جملة واحدة.. فما أسهل أن يدرسها الفرد.. وما أسهل أن ينسى ما تعلمه فيها..

ولا أعرف بالضبط من مخترع هذه الشهادة.. وهل جهازنا الإدارى بالدولة قادر على استيعاب خريجيها.. وأكاد أقول إنه بين كل مدرسة تمنح هذه الشهادة ومدرسة أخرى.. نجد ثلاث مدارس منها.. وربما لهذا السبب عندنا أكبر جهاز ادارى فى العالم من حيث عدد السكان. وكأن هدف التعليم الأساسى هذا هو توفير العاملين بالدولة من هذه الشهادات..

<< فهل هذا هو هدف التعليم الأساسي.. أم هى خطايا مجانية التعليم «وجاى منين.. ورايح فين.. رايح المدرسة..» والمؤسف بل والطريف أن من يحملون هذه الشهادة ينطقون اسمها خطأ.. فهم يردون ـ اذا سألتهم ـ قالوا «معايا دبلون ـ بالنون ـ تجارة».. وليس دبلوم تجارة.. فاذا سألته: تعرف تقرأ وتكتب يرد: ياسيدى قلت لك معايا «دبلون!!» وكل ذلك لأننا شعب «يستسهل» الحصول على الشهادة.

هنا مطلوب نقلة نوعية..وأن تكون برامج التعليم تواكب الاحتياجات الفعلية من خريجى كل تعليم.. دون الدخول فى متاهات مجانية التعليم.. أو كوارث العاطلين التى يتمثل أكثرها فى حملة شهادة دبلوم التجارة!!

<< أم يا ترى مازال شعارنا: التعليم لكل من يريد، دون أن ندرك خطورة وجود شاب أو فتاة تحمل هذه الشهادة. التى لا أراها أكثر من شهادة بأن حاملها يعرف القراءة والكتابة. يعنى شهادة محو أمية لا أكثر ولا أقل، وهذا الوضع يقتضى منا كدولة أن نعيد النظر تماما فى كل نظامنا التعليمي.. بالذات من بداية الحصول على الاعدادية لنسيطر على عدد الملتحقين بالتعليم الثانوى العام من الجنسين وبالتالى عدد الملتحقين بالتعليم الجامعى والنظرى بالذات.. وأن يكون العدد مواكباً لما تحتاجه البلاد من خريجين.

<< بشرط أن نبتعد عن الشعارات.. التى لا تبنى دولة ولا تنشيء حضارة.. واعلموا كم عدد دارسى التعليم النظرى فى العالم.. وكم عدد دارسى التعليم الفني.. بشرط أن يتم ذلك بعيدا عن الشعارات التى تضر ولا تفيد.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف