عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. المصريون.. والتليفزيون
هل المسئولون عن التليفزيون: رسمى حكومي.. أو قنوات خاصة تعمل وتعيش فقط على شهر واحد ـ طوال العام ـ هو شهر رمضان.. وطوال باقى العام يفرضون علينا ما عندهم من برامج وإنتاج ظهرت من سنوات؟.. اذا كان ذلك صحيحاً ـ وهو بالفعل كذلك ـ لماذا لا نغلق كل أجهزة التليفزيون ونساهم فى الحد من استهلاك الكهرباء.. أم الحل أن يلجأ الناس الى البحث عن قنوات فضائية أجنبية بحثاً عن برنامج أو سهرة لم يروها من قبل؟.. وهل ستشهد الأسواق المصرية حركة رواج تجارية بحثاً من الدش الأكثر قدرة على التقاط إرسال هذه القنوات الخارجية وما أكثرها، ومعظمها ليست بريئة.. بل تعمل لأهداف عديدة؟.
ويبدو أن مسئولى القنوات المصرية نسوا، أو أسقطوا من حساباتهم وجود شريحة كبيرة من كبار السن، الذين لا يجدون الآن ما يخفف من وحدتهم.. إلا من خلال شاشات التليفزيون.. بل إن المسئولين عن القنوات المصرية تناسوا وجود 40٪ على الأقل من المشاهدين يجلسون فى البيوت، بسبب هذه الشريحة الهائلة من ستات البيوت بلا عمل.. أو فتيات أنهين دراساتهن ولم يجدوا شيئاً يشغلن به وقتهن إلا التليفزيون. أم أن كل هؤلاء عليهن ان يبحثن عن قنوات تقدم شيئاً مقبولا ولكن هذا لا يتحقق إلا من خلال متابعة المحطات الفضائية الخارجية..
<< والحكاية أن «كل» نعم كل، ما تعرضه القنوات المصرية هذه الأيام هى من البرامج والأفلام وحتى المسابقات المعادة.. ولأن طول ليالى الشتاء تزيد فى هذه الفترة من السنة.. فإن الواحد منا يبحث عما يشغل به وقته.. هنا نحن نقدم هذه الشريحة الكبيرة من المصريين فريسة للقنوات الخارجية ليخضعوا للإغراءات المتنوعة.. بل إن ذلك يؤدى الى زيادة النسل بين المصريين بسبب البحث عما يسلى المصري، أو المصرية.. فهل تتفق كل القنوات الرسمية والخاصة على تدمير ما تطالب به الدولة بالحد من عدد السكان؟! أو أن تليفزيون الحكومة يعمل ضد أهداف الحكومة!!
<< أو ربما أدت حصيلة الإعلانات الى نضوب ما كانت تحصل عليه هذه المحطات لتنفق منها على إنتاج العديد من المسلسلات والأعمال الدرامية.. أو ربما يقول البعض إن ارتفاع أجور الفنانين يقلص الآن إنتاج هذه الأعمال الدرامية.
تلك كلها ـ وغيرها ـ من أهم أسباب حكايات إعادة البرامج والأفلام والأعمال القديمة.. ومن أسباب معاناة كبار السن الجالسين فى البيوت وأيضا ستات البيوت.
<< والخطر كل الخطر أن يجد المشاهد ضالة فى القنوات الأجنبية ليتم غسل مخه وتنهار معنوياته بسبب هذه البرامج المعادة.
ماذا يقول كل من يفهم نفسيات الشعوب.. بالذات ومصر تتعرض لعمليات رهيبة فى غسيل العقول؟.