بهاء أبو شقة
كلمة عدل .. تجديد الخطاب الديني لمواجهة الجمود
الصراع بين الحق والباطل في العقائد والأفكار في كل الأزمنة والأمكنة متجدد ومستمر، وكذلك الأساليب والطرق متجددة. والحق والنور أولي بالتجدد والتطور، والنهوض من الباطل، الذي هو في تطور وتجديد بطرق سريعة ومرعبة مما يحتم ضرورة التجديد في الخطاب الديني. والإسلام خاتم الرسالات وصالح لكل زمان ومكان. والنبي خاتم الرسل، وتم بعثه للإنس والجن كافة، والديانة التي جاء بها لابد أن تتربع علي قمة البيان ولابد ان يكون خطابها متجددا باستمرار.
والدين الذي هو صالح لكل زمان ومكان لايمكن أن نتصور أن يعتريه التخلف او القصور في اي جانب من جوانبه، خاصة فيما يتعلق بالخطاب الديني الذي هو السبيل لسماعه وإيصاله للناس بكل لغات العالم، وبالأخص لغة القرآن الكريم التي اختارها الله لدينه العظيم وشرعه القويم. وتجديد الخطاب الديني محل إجماع عند علماء الدين بدون استثناء. والقول بغير ذلك يعد اتهامًا للدين بالجمود والتخلف والرجعية والقصور، ومن طبيعة الأمور والزمن السير الي الأمام لا الرجوع الي الخلف٠
ولايغيب عنا أن مهمة الفقه الاساسية هي مواجهة متطلبات الحياة المتجددة والاجتهاد، وتطبيقه بسهولة ويسر علي أرض الواقع، وضمن الإطار الزمني المعاصر بكل أبعاده وظروفه الراهنة، والتجديد هو خروج من القوالب والأطر الجامدة وانفتاح علي العصر، بشرط الحفاظ علي الثوابت الدينية الأساسية، والقواعد والمبادئ التي لا تحتاج إلي تجديد لثباتها وانسجامها مع العقل السليم والفطرة القويمة مثل العقائد والأصول، والأحكام الشرعية لا تتغير، فالزني وشرب الخمور، مثلاً محرمان الي قيام الساعة، والتجديد سنة كونية لتجدد الليل والنهار الي يوم القيامة.
إن الخطاب الديني هو من أخطر القضايا في حياة العرب والمسلمين، وبات تجديد الخطاب الديني من أهم التحديات التي تواجه أصحاب الفكر المهتمين بالشئون الإسلامية وهو سمة ملازمة للدين تميز بها الاسلام عن بقية الأديان الأخري باعتباره الدين الشامل للبشرية كافة. وتأكيداً علي ديناميكية التجديد في الإسلام فإن القانون الإلهي المستمر في حياة الإنسان هو تأكيد قاطع علي عملية التجديد وضرورة استمراريته بغية حض الأمة ودفعها لتجديد واقعها وتطوير نفسها ذاتيًا نحو التقدم والرقي والحضارة حتى تكون الأمة العربية في مقدمة الأمم.
وبذلك يجب ألا يكون هناك أي قصور أو تقصير في الخطاب الديني المعاصر وألا يكون محدوداً لايتناسب مع التطور المذهل في هذه الحياة المعاصرة التي نحياها حالياً، وللحديث بقية.