اليوم
فيصل الظفيري
كورونا هنا وكورونا هناك
وسائل التواصل الاجتماعي عالم كبير فيه الغث والسمين، وللأسف فقد أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا، فهي عالمنا الآن الذي نتواصل من خلاله مع أسرنا وأعمالنا، بل إن كثيرا منا لا يتواصل هاتفيا مع أهله وأصدقائه إلا عبرها من سنين طويلة.

مستخدمو التواصل الاجتماعي يختلفون باختلاف أنماط شخصياتهم وحاجاتهم، فهناك مجموعة للأسف تخصصت في نقل الألم ونشره بين الناس.. يلتفتون لكل مصيبة فيزينون ويحيكون الكذب حولها ويضعون التصاميم ويصيغون العبارات لها ويعملون على نشرها في كل منصة، بل كأني أراهم يتحدون أنفسهم أين وإلى أي مدى ستصل كذبتي، وكأنهم كما وصفهم رسولنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم "الرجُل يَغدو مِن بيته فيكذبُ الكذبة تبلُغ الآفاق"

ويسعون إلى نشرها بين الناس لا يهمهم ماذا تكون هذه المصيبة وما أثرها المهم أن يكون هو السابق في النشر، ولولا خوفهم من المسؤولية الأمنية لكتبوا أسماءهم على كذبتهم.

فمنذ أن ظهر كورونا في الصين والتصاميم وأصناف من الأكاذيب والشائعات تظهر بين الحين والآخر تشير وتحذر من الذهاب إلى المستشفى الفلاني؛ لأن كورونا ظهر به، ثم ما تلبث هذه الشائعات أن تنقلك إلى مستشفى آخر وترفق معها صور مركبة للمستشفى مع عبارات تحذيرية متناسين أثر هذه الشائعات النفسية على المرضى في هذه المستشفيات وأسرهم.. فرغم جهود وزارة الصحة التي بذلتها في ما يمكن أن نسميه الشفافية الإعلامية حيث إنها خصصت مواقع إعلامية تعمل على مدى الـ ٢٤ ساعة توضح وتنبه وتوعي بهذا المرض وتطمئن المواطنين والمقيمين وبدلا من إعانتها يزعزع مثل هؤلاء هذه الجهود بنشر وترويج هذه الشائعات ويتفننون في نشرها في موقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وأرى أن نقوم بدورنا كمتلقين لهذه الشائعات بأن نزيد ثقتنا بالأجهزة الحكومية أولا، وأن نحرص أن تكون أخبارنا مستقاة من المواقع الرسمية وهي الآن بحمد الله منتشرة في كل منصة إعلامية، وألا نكون عونا في نشر هذه الشائعات بين أصدقائنا وأحبائنا ونعمل على وأدها في محلها بدلا من تداولها لنكون أكثر وعيا بما يدور حولنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف