الجمهورية
رضوان الزياتى
الثلاثي المرعب
أرفض الإرهاب بشتي صوره.. ومهما فعل الإرهابيون فهم في النهاية سيفشلون.. هكذا قال ويقول التاريخ.. فالدولة هي التي تنتصر.. وليتهم يعودون لصوت العقل.. واغتيال النائب العام المستشار هشام بركات ماهي إلا واحدة من الأعمال الاجرامية اليائسة التي لن تنال من عزيمة المصريين وعزمهم وإصرارهم علي بناء دولة مصر الجديدة.. يعيش فيها الجميع سواسية تحت سماء الوطن.. كل يحترم الآخر.. وكل يؤدي واجبه قبل أن يطالب بحقوقه.. دولة يسود فيها العدل والقانون.. وتسود فيها روح التسامح والمحبة.
وإذا كنت أرفض هذا الإرهاب الأسود.. فإنني أقبل وأشجع الإرهاب الأبيض.. ذلك الإرهاب من النوع الكروي الذي تبنته أنديتنا الثلاثة.. الأهلي والزمالك في الكونفيدرالية.. وسموحة في دوري الأبطال.. لست من النقاد الذين يهولون الأمور أو يعطونها أكبر من حجمها.. لكن ماحدث من تألق للأندية الثلاثة في بداية مشوار دور المجموعات والذي أثلج صدورنا جميعا يجبرني علي أن أميل إلي التهويل.. فالفوز جاء مستحقا وبجدارة علي حساب فرق من الشمال الإفريقي ذات الوزن الثقيل.. فرق كانت تمثل لنا في كثير من الأوقات عقدة كروية حقيقية.
صحيح الزمالك قهر الصفاقسي بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة.. لكنه كان طوال المباراة متفوقا ومهاجما وأضاع العديد من الفرص السهلة جدا كانت بعض منها كفيلة بخروجه فائزا بثلاثية كتلك التي أنهي بها المارد الأحمر موقعته مع الترجي.. وصحيح أن الأهلي سبق أن أذل النجم الساحلي والصفاقسي والترجي نفسه.. ولكن السيمفونية الكروية التي عزفها نجومه ليلة أمس الأول كان لها طعم خاص.. لأن هذا الفوز الكبير هو الأول من نوعه بهذا العدد من الأهداف علي الترجي.. الذي كان غالبا مايتعادل في القاهرة وأحيانا كان يفوز.
أما سموحة فقد كان نجما فوق العادة.. بل صنع مايشبه المعجزة.. واستطاع تحويل تأخره بهدفين إلي فوز مستحق 3/2 وهو يعاني من مشكلات كبيرة بعد إصرار رئيس النادي علي خلع المدرب حلمي طولان وتمرد بعض اللاعبين.
ولا أكشف سرا إذا قلت إن عدم انتهاء الدوري المصري وتأخره عن كل الدوريات في العالم وراء تألق الأندية المصرية.. فقد كان واضحا فارق اللياقة البدنية والذهنية والفنية.. وكان واضحا تأثر لاعبي الضيوف الثلاثة بانتهاء الموسم الكروي في بلادهم منذ أسابيع.
وأقول أيضا إن لجوء فريقي الصفاقسي والترجي لدفاع المنطقة من أجل التعادل أو خطف هدف لم تعد الخطة التي تثمر دائما.. فالكرة دفاع وهجوم من خلال منظومة متكاملة للخطوط الثلاثة.. فأي فريق في العالم لن يدافع للأبد.. والذي يدافع غالبا يدفع ثمنا باهظا.. كما حدث في مباراة الزمالك والصفاقسي.
تحية لفرسان الكرة المصرية الثلاثة الأهلي والزمالك وسموحة علي هذه البداية الرائعة والتي تضع علي عاتقهم مسؤوليات أكبر من أجل الاستمرار في التفوق.. وأتمني ومثل كل أبناء هذا الوطن الغالي أن نجد الفرسان الثلاثة في المباراة النهائية في بطولتي الكونفيدرالية ودوري الأبطال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف