الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية – أزمة الصحافة الأمريكية
أزمة الصحافة الأمريكية

أصبح مستقبل صناعة الصحف في الولايات المتحدة مهددا ويعيش الصحفيون كابوسا فكل عام تختفي صحيفة من بين كل خمس صحف وتتراجع أرقام التوزيع وتندمج كبرى سلاسل الصحف ويخفض أعداد الصحفيين للنصف، لكن تظل الصحف الورقية المصدر الرئيسي لاستقاء الأمريكيين الأخبار وليس الانترنت ،ويرفضون مقولة إن العصر الرقمي يجعل قراءة الصحف المطبوعة شيئًا من الماضي فلا يستطيع الأمريكيون تخيل حياتهم بدون صحف وصحفيين فمن خلالهم يعرفون ما يفعله ترامب ويكشفون فساده لذا يحاول تشويههم، ولن يسمح الأمريكيون بموت صحفهم فهناك علاقة خاصة تربط كل قارئ هناك بصحيفته المفضلة التي يثق بها فهي جزء منه وشريك فيها.

أما نحن فنتحدث كثيرا عن أزمة الصحف وخطط التطوير والرقمنة والإصـــلاح المــالــي والإداري والهيكلة واستثمار الأصول وسداد الديون التي تجاوزت 19 مــــلــــيــــار جـــنـــيـــه دون أن يدخل القارئ في حساباتنا ويكون ضمن معادلة الحل.

في النهاية الصحيفة سلعة والقارئ زبون يطلب المنتج الجيد وبدونه تبور الصحف لذا على مسئولي الصحف الإنصات لنقده عندما يصفها بأنها فاترة متشابهة متحيزة غير موضوعية تلون الأخبار وتخلط بين الخبر والرأي و"الفبركة" تروج لمسئولي الدولة وترتكب خطأ الآن بتعزيز وجودها الرقمي على حساب الورقى وترفع أسعار نسخها بينما ينحدر محتواها.

ويؤكد نيكولاس ليمان، العميد السابق لكلية الإعلام بجامعة كولومبيا، إن الصحافة "تحتاج إلى دعم من المؤسسات ورجال الأعمال وإلا سوف تختفي لكن هذا قد يهدد استقلالية الصحف ليصبح البديل الاكتتاب العام وفرض ضرائب على أرباح شركات الانترنت والشركات الكبرى لدعم الصحف الورقية.

وقبل كل هذا تطوير المحتوى والتركيز على صحافة الخدمات،الصحافة الاستقصائية والمتخصصة وألا تهتم فقط بالأخبار على المستوى الوطني بل تمتد لإصدار طبعات متنوعة جغرافيا لزيادة انتعاشها ومواردها.

نبيل السجينى

Nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف