..ورحل صاحب الندوة

كان الكاتب الكبير الراحل محمود مراد عاشقا لمهنة الصحافة مخلصا للأهرام التحق به وهو طالبا في الجامعة بعد لقائه بالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، ظل يسكن الدور السادس بمبناه وكان صحفيا شاملا مارس كل فنون العمل الصحفي بل واضاف اليها قالبا جديدا بتدشينه اول صفحة للندوات في الصحافة المصرية تناولت القضايا الداخلية والخارجية وهو اول صحفي يستعين بالغواصات وطائرات الهليكوبتر خلال تغطية حادث العبارة سالم اكسبرس.

وكان الفقيد صحفيا وطنيا يشغله قضايا التنمية والعدالة الاجتماعية، أطلق حملة ارض الفيروز لتنمية سيناء بداية تسعينيات القرن الماضي، استطاع إقناع علماء وخبراء من كل قارات العالم للقدوم الى مصر والجلوس حول مائدة الاهرام لمناقشة قضايا، أبرزها الارهاب والاستثمار،ادعو كل مسئول في الدولة للاطلاع على توصيات الندوات التي نظمها ففيها حلول لكثير من مشكلات مصر المزمنة..

تمتع بشبكة علاقات قوية متعددة بالداخل والخارج اهلته ليتناول ادق القضايا التي تمس الامن القومي والعربي بحرفية لذا اختير عضو بالمجلس المصري للشؤون الخارجية، أسس وكالة الاهرام للصحافة للحفاظ على كرامة الصحفيين وزيادة مواردهم بدلا من عملهم خارج مؤسستهم،و أحد مؤسسي صحيفة "الاهرام ويكلى"،له عدة مؤلفات منها "محارب لكل العصور" و"الثورة بين العقل والابداع".

ظل متواضعا مرحا يتمتع بأخلاق الفارس ينصت للشباب، فلن أنسي عندما دخلت عليه مكتبه أناديه لأول مرة يا "محمود" بدون ان يسبقها استاذ ففوجئت بوجود أحد الوزراء معه ليبتسم ساخرا رحمه الله موجها كلامه للوزير: هذا رئيسي نبيل السجينى، لتتعالى ضحكات الوزير؟!.

واخر لقاء جمعني به قبل رحيله بـ 48 ساعة فقط كان حاضرا الذهن رغم آلام المرض،وحدثني خلالها عن جنازة مبارك العسكرية وقلادة النيل وقادة حرب أكتوبر.

رحم الله محمود مراد.. سيظل علامة مضيئة فى مسيرة الاهرام ونموذج يحتذى لكل الصحفيين.

نبيل السجينى

Nabil.segini@gmail.com