فاروق جويدة
اراء - صاحب المنصب الرفيع
لم أكن أتصور أننا في يوم من الأيام يمكن أن نفترق.. جمعتنا قصة حب عنيفة وأصبحت حبيبتي هي كل شيء في حياتي.. كنت أرى فيها كل نساء الأرض وكانت تراني فارس أحلامها.. كنا نودع سنواتنا الأخيرة معا في الجامعة.. كانت بيننا بعض الاختلافات.. إنها من أسرة غنية وأنا ابن لإنسان مكافح استطاع أن يوفر لنا حياة كريمة برغم وظيفته المتواضعة.. كان موظفا في إحدى الوزارات ولكنه يتمتع بسمعة طيبة بين الزملاء والجيران والأسرة.. أما والدها وأسرتها فقد كانت تعمل بالتجارة والتصدير والاستيراد ولها نفوذ كبير في مناصب كثيرة بالدولة ولم نتحدث في يوم من الأيام عن هذه الفوارق الأسرية ولا أقول الطبقية..
لم تقدمني يوما لأسرتها ولم اعرف شيئا عن حياتها ولكن كل ما كان يشغلني أنني أحبها واشعر دائما أنها تبادلني حبا بحب.. كان لها قريب يعمل في أحد المناصب الحساسة ولم اهتم بذلك فقد بقيت شهور ونتخرج معا ونشق طريقنا وترسو بنا الأيام إلى شاطئ..لم أكن أعرف أن قريبها صاحب المنصب المرموق يحبها من طرف واحد خاصة انه يكبرها بعشر سنوات وكنت مكتفيا بحبها.. وتخرجنا من الجامعة وكان من حظي أن يصدر قرار بأن أكون معيدا في نفس الكلية التي تخرجنا منها..
وبدأت استعد لكي أمارس عملي الجديد ولكن الأوراق تعثرت وفوجئت بتعيين خريج أخر في مكاني وتم استبعادي تماما وعلمت أن هناك جهات عليا تدخلت واستبعدتني تماما وكان على أن أبحث عن عمل آخر.. حين قررت البحث عن سبب إبعادي أخبرتني أن قريبها صاحب المنصب الكبير كان السبب في ذلك وانه تقدم إلى والدها يطلبها للزواج.. وسألتني ماذا تفعل ولم أجد الإجابة.. تزوجت حبيبتي من صاحب المقام الرفيع في حفل أسطوري ورضي الرجل على كرامته أن يتزوج امرأة تحب غيره.. أخذت حقائبي وودعت أسرتي لكي اعمل في بلد عربي شقيق وحصلت على درجة الماجستير ثم الدكتوراه ورجعت أستاذا في إحدى الجامعات الخاصة.. لم أتزوج حتى الآن.. شاهدتها تدخل أحد الفنادق تصافحنا وسألتها عن آخر أخبارها قالت انفصلت عن زوجي صاحب المنصب الرفيع بعد أن دخل السجن في إحدى قضايا الرشوة الكبرى صافحتها ومضيت.