التزم بحظر التجول ففي حظر التجول خمس فوائد:
• التعرف على أسرتك: لقد كان البعض خلال فترة طويلة من عمره بعيدا عن أسرته، من العمل إلى الاستراحة وتزيد النساء بجولات الأسواق، ولو سألت مثل هذا عن صف ابنه الدراسي أو متى آخر مرة زار المدرسة لقال: هاه هاه لا أدري، هو الآن بين أولاده الذين هم استثماره الحقيقي فليتعرف عليهم وليعرفهم به.
• توفير مالك: فمن خلال الجلوس الإجباري في البيت والاعتماد على النفس، وجدنا أن أكل مطبخ ألذ من أكل جميع المطابخ العالمية، وأن معظم التسوق أو «الشوبينق» كما كان يدللـه محبوه هو خديعة كبرى، فقد كانت الأموال والأوقات تصرف في أمور إن لم تكن تضر فلن تنفع.
• تطوير فكرك: وهذا يحتاج إلى حظر الجوال مع التجوال، وذلك بالعودة للكتب التي اشتريتها من سنوات ولم تقرأها، سواء كانت حرة أو في مجال تخصصك، فخير جليس في الزمان كتاب، ويستثنى من حظر الجوال التطبيقات التي تحوي دورات تدريبية إلكترونية وما شابهها، ولفترة محدودة.
• إعادة هندسة علاقاتك: فمن خلال الابتعاد عن الأصدقاء هذه الفترة، وجدنا أن من الأصدقاء أصدقاء وجودهم كعدمهم، فلم يؤثر ابتعادنا عنه شيئا، وأصدقاء عدمهم أفضل من وجودهم، فقد كسبنا بفراقهم السلامة من أفكار تدمر الفكر، وتخلصنا من كلمات ساخرة تدمر الطموح وتقتل كل مشروع جميل.
• التأمل في حياتك: الأحداث الكبرى فرصة للتأمل في الحياة على المستوى الشخصي والعام، وفيروس كورونا غير العالم ولذلك يجب أن نستفيد منه ومن تداعياته في تغيير حياتنا للأفضل، فالحياة قصيرة ولا بد من إعادة النظر في مسارها، بمراجعة المشاريع السابقة واللاحقة، وذلك بترتيب الماضي من خلال سد الخلل وإزالة الزوائد، والإعداد للاحق وتأسيسه على أسس متينة، فقط يحتاج هذا لما احتاجت له الفائدة الثالثة.
العداد يعمل وستنتهي فترة الحظر، وسنندم على كل يوم من أيامه لم نستفد فيه الفائدة المثلى، أما من يسعى للاستظراف بخرق حظر التجول وتصوير تفاهته، فلا يمكن أن نقول له إلا: أنت مريض وبحاجة إلى علاج مع الغرامة.