اليوم
د. فيصل العزام
إيران وإستراتيجية التعتيم
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تحول فيروس كورونا إلى وباء عالمي مع ازدياد عدد المصابين وازدياد الدول التي تأثرت بهذا الفيروس، وانشغال العالم بفيروس كورونا المستجد الذى اجتاح معظم دول العالم، وانشغال الحكومات بتداعيات هذا الوباء وسبل مكافحته وعن حقيقة تفشيه في أراضيها. ومن الطبيعي أن تقوم كل دولة باتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية لحماية مواطنيها وحدودها وقامت الدول بمنهجية حازمة لإدارة هذه الأزمة،

وكان للمملكة العربية السعودية المبادرة الاستباقية واتخاذ القرارات الحاسمة لحماية المواطنين والمقيمين والزوار بمنع السفر إلى دول العالم كافة، وإيقاف الرحلات الدولية من وإلى المملكة وإيقاف مؤقت للعمرة والصلاة في الحرمين الشريفين ماعدا الصلوات الخمس، وإيقاف الموسم الرياضي وإلغاء المناسبات العامة والفعاليات والكثير من الإجراءات الاحترازية جعلت السعودية ولله الحمد وبفضل القيادة الحكيمة مضربا للمثل في إدارة الأزمات.

ورفض إيران الاعتراف بوجود أزمة أو خلل في إدارتها للأزمة وما شاهدناه من التعتيم الإعلامي وعدم الإفصاح والتستر على تفشي وباء كورونا، وأنها الدولة الثانية بعد الصين في تفشي الوباء، وهذا يثبت للعالم أن الحكومة الإيرانية دكتاتورية ونظامها الإداري متسلط، وقامت السلطات الإيرانية باعتقال وسجن أشخاص ونشطاء لتداولهم معلومات حول فيروس كورونا والقبض على المراسلين والصحافيين الذين تناولوا أخبار الفيروس واتهامهم بنشر شائعات حول حقيقة فيروس كورونا على الإنترنت، حيث سجلت إيران أكبر عدد من الإصابات والوفيات بعد الصين، وتعد من الدول الموبوءة وأصيب كبار المسؤولين بفيروس كورونا، من بينهم نائب وزير الصحة ونائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة معصومة ابتكار وخسرو شاهى رجل الدين الإيراني والكثير من الشخصيات السياسية والعلمية والاجتماعية والدينية أصيبوا بالوباء.

كان بالإمكان أن تتعامل مع الأزمة بشفافية منذ بدايتها، وإغلاق الأبواب أمام دولة منشأ الفيروس كإجراء وقائي، لكن كان الطيران الإيراني متواصلا للرحلات من وإلى الصين، وهذا من مصالح الحكومة الإيرانية والمرتبطة بدولة الصين وقيامها بالتستر على الأعداد الحقيقية الصادمة للإصابات والوفيات حالت دون اتخاذ تدابير حاسمة منذ البداية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف