مصر ليست محروسة من كورونا

النظر من نافذة التاريخ يساعدنا على فهم وتفسير ما يهدد حاضرنا ومستقبلنا ويقدم لنا الحلول.. وقد واجه المصريون على مر تاريخهم الحديث سلسلة من الاوبئة الخطيرة انتصروا فى جميعها عليها وواصلو حياتهم منها وباء الكوليرا الذى ضرب مصر تسع مرات خلال القرن الماضى وفرضت شراسة الاوبئة التفكير فى تأسيس وزارة الصحة.

وكان الوباء الاول الذى يصيب المصريون وباء الطاعون 1650 قبل الميلاد وعاد اعوام 1609 ،1801 ، 1812 ليهزموه ايضا تبعه الكوليرا عام 1831 الذى حصد ارواح 36 الف مصرى بواقع 3 آلاف يوميًا ثم عاد الطاعون 1834 بعدها اجتاحت البلاد موجه للكوليرا عام 1848، وقدرت اعداد الوفيات عام 1865 بـ60 ألفا في أقل من ثلاثة أشهر وهاجمت الكوليرا مصر مرة اخرى عامى1881، 1902.

وجاءت الملاريا عام 1942 يتبعها الكوليرا مرة اخرى عام 1947 وقد اتخذت الحكومة المصرية حينها عدة قرارات رائدة لتطويق الوباء اهمها الحفاظ على نقاء المياه بزيادة كمية الكلور في محطات المياه وحظر استخدام المضخات الحبشية والآبار والتوسع فى مد شبكات الصرف الصحي وحظر غسل الملابس أو الاستحمام في النيل والترع،او نزول حمامات السباحة وحظر الصلاة فى المساجد التى تقع على ضفاف النيل واغلاق المطاعم والمقاهى ومصانع الثلج ووقف تربية الطيور وعزل المرضى بمستشفيات الخيام وتطويق القري من قبل الشرطة ومنع الخروج منها او الدخول إليها.

وبعيدا عن شعارات باننا اقوى الشعوب مناعة ..لا توجد دولة او انسان على ظهر الارض فى مأمن من الوباء.. ومصر دولة ومواطنيها بشر وبالتالى هى ليست محروسة من الاصابة ولن يحرسها سوى سلوك اهلها المسئول بالالتزم بقواعد الامان التى توقف انتشار وباء العصر.

نبيل السجينى

Nabil.segini@gmail.com