العالم بعد كورونا

يعد فيروس كورونا اختبار للعالم شرقه وغربه وقد كثر الحديث مؤخرا عن بزوغ نظام عالمي جديد سيظهر بعد الوباء الذى غير الحياة على كوكب الأرض وامتدت تأثيراته السياسية والاجتماعية وتداعياته الاقتصادية لتنذر باضطرابات سياسية واجتماعية، ومجاعات قد تؤدى إلى فشل دول كبرى وانهيار أنظمتها للرعاية الاجتماعية لتتجاوز نتائجها ما حدث بعد الحرب الباردة ،ليصبح السؤال الآن كيف ستتجاوز كل دولة الوباء لكن بعيدا عن النرجسية؟ فنحن جميعا نواجه خطر واحد ويجمعنا الخوف وبالتالي لابد من التخلي عن الأنانية والتعاون بإخلاص فى قضايا مثل البيئة الاحتباس الحراري والإرهاب.

وسيتشكل النظام الدولى الجديد وفقا لموازين القوى المستقبلية وفيها تعتمد القوى الصاعدة على قوة اقتصادها وقدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي ونظام صحي قوى،ويتوقع بعض الخبراء تراجع نفوذ الغرب سواء بقوته الناعمة المتمثلة فى قيمه الديمقراطية ورقى ثقافته السياسية أو قوته الصلبة التى تدعمها جيوشها القوية ليحل محلها العلم واقتصاد المعرفة المعلومات ويصبح الحروب الجديدة بين علماء العالم فى المختبرات بحثا عن أدوية ولقحات تحافظ على الجنس البشرى من الفناء وهؤلاء من سيقومون بإعادة تشكيل النظام الجديد على المسرح العالمي بلا حروب وجيوش وأسلحة وحاملات طائرات.

الوباء لن يغير النظام العالمي وحدة بل سيعيد الينا قيم مهملة منها الترابط الاسرى والحفاظ على الوقت وسيغير سلوكنا مثل تبنى التعليم والعمل عن بعد وتنامى سلوكيات إيجابية اهمها الأكل الصحي والنوم الجيد، رغم التأثيرات النفسية للعزلة واليأس فى امكانية الحصول على فرصة عمل في المستقبل فمثلا تجاوزت البطالة في الولايات المتحدة 10 ملايين امريكى.

نبيل السجينى

Nabil.segini@gmail.com