محمد بركات
بدون تردد التفسير التآمرى للوباء
كان الميل الدائم لدى البعض للأخذ بمفهوم ضرورة وجود مؤامرة ما، وراء الأحداث والوقائع الكبيرة وذات الشأن الهام محلياً أو دوليا، وراء العديد من الاجتهادات والتكهنات، التى تواترت وانتشرت فى كل بلاد العالم تفسيراً للوباء الذى يجتاح الدنيا بأسرها الآن «كوفيد ١٩».
ولذلك انطلقت العديد من التفسيرات والاجتهادات، التى تشير فى مجملها الى غيبة العوامل الطبيعية «البيلوجية» وأيضاً غياب الصدفة «وطفرات» التطور الجينى، وراء ظهور وانتشار الوباء بالصورة المتفشية والجائحة التى وقعت من حيث لا يحتسب أو يتوقع احد.
وكل هذه التفسيرات جنحت الى وجود مؤامرة دولية، وراء ما جرى وما كان.. وصولا إلى ما يجرى الآن،...، وكلها اشارت إلى أن وراء المؤامرة والمستهدف منها ايضاً، إما الصين أو الولايات المتحدة الامريكية،...، بمعنى أن واحدة منهما صنعت الفيروس وقذفت به على الأخرى،..، لتزيحها من طريقها، وتتربع وحدها على قمة العالم الاقتصادية والتكنولوجية.. وايضاً السياسية.
وفى ذات السياق تواترت قصة أخرى لا تنفى الصدفة.. بل تؤكدها، وتقول ان الفيروس تم تخليقه فى احد المعامل البيلوجية بالفعل، اثناء اجراء بعض التجارب العلمية، ولكنه تسرب بالخطأ الى خارج المعمل لينتشر بعدها فى الصين ثم يجتاح العالم.
وعلى الرغم من ذيوع هذه التفسيرات فى كل ربوع العالم على امتداده، طوال الأيام والأسابيع والشهور التى مضت منذ ابتلاء البشرية به وحتى الآن،..، إلا أنها لم تخرج عن كونها مجرد استنتاجات أو تكهنات غير محققة، ولا تستند إلى وقائع مؤكدة لها،..، وحيث نفتها الصين نفيا قاطعا رغم الاتهامات الأمريكية لها ونفتها ايضاً أمريكا رغم الاتهامات الصينية لها.
وفى تقديرى ان الوقائع على الأرض تفند هذه التكهنات بل وتهدمها من الاساس، حيث نرى ونتابع اجتياح الوباء لكل بلاد العالم،...، سواء الصين التى بدأ بها، أو أمريكا التى «يبرطع» فيها الآن ويطيح برقاب الآلاف من مواطنيها، أو روسيا وأوروبا وكل الدول والشعوب التى استشرى فيها بلا مانع ولا رابط ولا ضابط.
والآن.. نحن لا نملك غير التضرع لله العزيز القدير ان يرفع البلاء عنا وعن جميع الشعوب وكل البشر... إنه ارحم الراحمين.