اليوم السابع
اكرم القصاص
فتاة «الكام» ومزايدة معلق جاهل .. «كاركترات» من أجل الربح والتريند !
لا يمكن فهم ظواهر السوشيال ميديا بمعزل عن عصر الاتصالات، وقد أصبحت بالفعل أدوات إعلام منفصلة، والسباق على الشهرة والمنافسة على الربح، تحول البعض إلى كاركترات، وتصيب البعض الآخر بأمراض الشهرة.

ومن خلال هذا يمكن التعامل مع مئات الحالات التى تملأ الواقع الافتراضى وتفرض على المتابعين الاهتمام بكل ما هو لافت ومثير، بل إن المشاهدين هم الذين يمنحون أى فيديو أو خبر أو تعليق قيمته، سواء مدحوه أو هاجموه، لأن الربح يتحقق مع المشاهدة والتعليق، سواء كان بالإيجاب أو السلب.

وعلى هذا الأساس يمكن النظر لحالة الطالبة المتهمة بالدعوة للفجور، أو اللاعب السابق والمعلق الرياضى الذى ظن نفسه علامة، وبدأ يفتى فى شؤون الدين بجهل، ويحرض المواطنين على إيذاء أنفسهم بالتجمع فى وقت وباء.

أما الطالب المتهم فقد خرجت على مواقع التواصل تدعو البنات للاشتراك فى برامج لايف امام الكاميرا وتقديم عروض، مقابل أرباح يحصلن عليها مع تضاعف المشاهدات، والمقصود هو تقديم مشاهد ساخنة أو مثيرة، وكلما زادت الإثارة تضاعفت المشاهدات وارتفع الربح، طبعا هناك قنوات خاصة على يوتيوب، تتيح لأرباع فنانات مشهورات تقديم عروض مثيرة، مثل الراقصة إياها التى لا تفوت مناسبة من دون أن تنشر فيديو تستعرض فيها نفسها بشكل لا يخلو من فجاجة.
الراقصة إياهما لا تترك مناسبة من دون استعراض يلفت النظر إليها، من الاستاد لمعرض الكتاب إلى مهرجان السينما، ونجحت فى جذب مشاهدين سواء من يؤيدوها أو يلعنونها، وكلما تراجعت الأضواء تخترع مشاهد فى غرفة نومها او حمامها، لتحقق مشاهدات.
الراقصة لا تختلف كثيرا عما تدعو إليه الطالبة المتهمة بالتحريض على الفجور، والتى تخضع للتحقيق فى النيابة، والهدف فى النهاية هو جذب الأنظار وتحقيق نسبة مشاهدة تعود على المواقع بإعلانات، وجزء منها يعود على «المستعرض«.

وهذه الظواهر لن تتوقف وهى استمرار لواقع يفرض نفسه ويجعل من البعض مستعدا لتقديم أى عروض، نوم العازب أو عجين الفلاحة حتى يحقق مشاهدات ويربح.

على سبيل المثال حقق بعض المعلقين والنقاد الرياضيين نسب مشاهدة، من فيديوهات يهاجمون فيها بعضهم أو يخوضون حروبا تافهة، يستخدمون فيها أكثر الألفاظ انحطاطا، وتجد هذه الشتائم هوى لدى البعض وتهجم من البعض الآخر، لتتحول التعليق والنقد الرياضى على حفلات من التحفيل والشتائم، لا علاقة لها بالريضة ولا الكرة.

وربما تكون كرة القدم أبرز مثال على كون الشتيمة وقلة الأدب يمكن أن تعود بالأرباح، وهو نشاط يتيح لى حد أن يدلى برأيه فى اللعب واللاعبين والمدربين وغيرهم، والرياضة من الأنشطة الجاذبة للتفاعل، بفضل جماهيرية اللعبة ونجومية أصحابها، لكن الشرط أن تبقى فى الملعب وفى اللعب ولا تتجاوزه، لكن بعض مشجعى الرياضة أو النقاد الرياضيين تختلط عليهم الأمور ويتصور الواحد منهم أن من حقه أن يهبد فى أى اتجاه، فى السابق أصاب الألتراس غرور العدد الكبير وحاولوا لعب دور سيأسى فأضروا بالكرة والسياسة وبأنفسهم.

نفس الأمر مع اللاعب السابق الذى خلط بين الكرة والسياسة، وأدلى برأى يهاجم فيه قرار منع التجمعات حتى لا تتضاعف إصابات كورونا، وهى قرارات بناء على متخصصين وأطباء وعلماء فى العالم كله وليس فى مصر، لكن اللاعب وهو ينتقد وزير الأوقاف غمز ولمز بتعليق عنصرى وتافه happy Easter، يكشف عن جهل مركب وادعاء لتدين شكلى، لأنه حتى فى مكة والمدينة كان قرار منع العمرة أحد أهم القرارات التى ساهمت فى منع انتشار فيروس كورونا، وتحمى المسلمين من وباء مدمر، ولا مجال فيها للمزايدة وادعاء العلم والإيمان.

الفكرة هنا هى الشهرة أو البحث عنها مع الجهل والادعاء، حيث يمكن للتريند أن يقتل صاحبه، أو غياب الحساب فى العالم الافتراضى يغرى البعض بالادعاء والمزايدة أو تسويق الإثارة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف