د. نبيل السجينى
نحو الحرية – عالم ما بعد كورونا أكثر عدالة وديمقراطية
من الصعب الفصل بين السياسة والاقتصاد فهما توأمان لا ينفصلان فالاقتصاد مرآة تعكس السياسة وكل تطور اقتصادي يشهده أي بلد يلقى بظلاله على الوضع السياسي، والعكس وكلاهما يخدم الآخر سلباً أو إيجاباً. لكنني اضيف توأم ثالث لهما هو الصحة ظهر بجلاء بعد انتشار فيروس كورونا ليؤثر فى الاقتصاد والسياسة معا ليشكل الثلاثة دائرة متكاملة لتغيير العالم.
ويؤكد ذلك مقولة المؤرخ البريطاني تيموثي جارتون: ان وباء كورونا لن يؤدى فقط للتضييق السياسي والانكماش الاقتصادي والاضطراب الاجتماعي، ولكنه أيضًا سيكون فرصة للتغيير الجذري نحو عالم أكثر عدالة وديمقراطية وانفتاحًا.
وقد خلق وباء كورونا ازمة اقتصادية أكثر تدميرا من الازمة الاقتصادية العالمية 1929 التى لم يتعافى العالم منها الا بعد 5 سنوات، لكنها اعادت تشكيل العالم بظهور انظمة ديكتاتورية كالنازية فى المانيا والفاشية فى ايطاليا مهدت للحرب العالمية الثانية وانهماك الكثير من الدول في معالجة أزماتها الاقتصادية وقادت العالم الى الحرب الباردة وسباق التسلح وانتهاك لقرارات المنظمة الدولية
وكشفت كورونا عن مدى هشاشة الدول الكبرى مثل امريكا وايطاليا والصين ومدى غياب التضامن بين اعضاء الاتحاد الأوروبي فى مواجهة كورونا ونتائجه أخطر من سقوط سور برلين
ورغم فشل ترامب فى معركة كورونا الا انه لا يراهن على فرص بقائه فى البيت الابيض سوى بإنقاذ الاقتصاد الأمريكي فهي القشة التي يتشبث بها حتى لا يغرق لذا يقاتل من اجل فتح الاسواق ومعاودة الإنتاج.
السؤال الان ما الذي يمكن ان تخلفه كورونا سياسيا واقتصاديا وكم عام ستمتد تأثيراتها بعد ذلك؟ ..هذا بالطبع بعد انحسار الوباء باكتشاف لقاح مضاد؟ نتمنى ان تكون نتائجها على العالم اقل حدة.
نبيل السجينى
Nabil.segini@gmail.com