د. نبيل السجينى
نحو الحرية – كورونا كارثة ثقافية
استطاع فيروس كورونا خلال ثلاثة أشهر إيقاف كل الأنشطة والصناعات الإبداعية في العالم ليصبح قاتل الإبداع والثقافة بعد تطبيق التباعد الاجتماعي فأغلقت دور السينما والمسرح والمتاحف والمعارض الفنية وغيرها أبوابها للحد من انتشار الفيروس.
وهذه الأنشطة الإبداعية في بعض الدول تجلب مليارات الدولارات فمن المتوقع أن تخسر بريطانيا وحدها بنهاية هذا العام 92 مليار جنيه إسترليني بسبب توقفها وكانت خسائر المسرح 3 مليارات ، السينما، والتليفزيون ، 36 مليار والموسيقى والفنون 11 مليار، كما سوق الإعلانات وبحوث السوق لخسائر كبيرة ، مع انخفاض في حجم المبيعات.
ويصف اتحاد الصناعات الإبداعية البريطانية كورونا بالكارثة الثقافية"، فقد رافقها فقدان العديد من المبدعين وظائفهم وأصيبت المؤسسات بخسائر ضخمة خفضت الميزانيات، وأوقفت مشروعاتها مؤقتًا وكانت الصناعات الإبداعية في المملكة المتحدة تنمو قبل الوباء بمعدل خمسة أضعاف سنويا، حيث يعمل بها أكثر من مليوني شخص وتساهم بـ 11.7 مليار جنيه إسترليني في الدخل القومى.
وفى الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت أكثر من 11 ألف مؤسسة عن خسائر بلغت 4.5 مليار دولار، منها متاحف ومسارح ومراكز فنون بعد تراجع معدلات الإنتاج وحجم المبيعات.
فما هي الخسائر التي منيت بها الصناعات الإبداعية في مصر ودور الدولة في تخفيف أثارها؟
لقد استطاعت بعض الدول الاتجاه نحو استغلال الأنترنت لإقامة المعارض والحفلات والمتاحف الافتراضية التى تحاكى الواقع بلا قيود زمنية أو مكانية للزائر ففي اى مكان في العالم يمكن ان يقوم بزيارته دون خوف من العدوى.
انه مجال جديد تماما يمكن لمصر أن تصبح رائدة فيه لما تملكه من إمكانات تراثية وتاريخية خاصة في ظل تراجع معدلات السياحة.
نبيل السجينى
Nabil.segini@gmail.com