د. نبيل السجينى
نحو الحرية - الأهداف والأسباب الخفية لأزمة سد النهضة
الأهداف والأسباب الخفية لأزمة سد النهضة
تكشف أزمة سد النهضة الأثيوبي بعد عشر سنوات من المفاوضات الماراثونية بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا وواشنطن أن الهدف الخفي من بنائه ليس تنمية إثيوبيا بقدر أنها محاولة لاستهداف الأمن القومي لمصر والسودان والقفز علي حقوقهما المائية التي يكفلها القانون الدولي والمعاهدات التاريخية منذ عام 1902.
أخذ الجانب الإثيوبي من التسويف والمماطلة وسيلة لزرع بذور الفتنة بين مصر والسودان في محاولة لانتزاع موافقة سودانية وإفشال المفاوضات وتصوير الأزمة على أنها تضارب في المصالح.
بالنظر للواقع الإثيوبي كدولة فيدرالية قائمة على القوميات العرقية لم يجد آبی احمد أمامه وسيلة للهرب من مشاكله الداخلية سوي إلهاب حماس مواطنيه بمفاوضات سد النهضة بعد أن خيب آمالهم في إحداث تنمية حقيقية فقد كانوا يتوقعون منه بعد أن جاء إلى السلطة بصندوق الانتخابات أن يحمل عصا موسى ويقود بلاده إلي الديمقراطية الحقيقية وإخراج الاقتصاد من عثراته لكن حدث العكس وتصاعدت وتيرة العنف لتصبح البلاد على شفا حرب أهلية ويبدو انه يعيد البلاد للحكم السلطوي بغطاء ديمقراطي بينما العديد من المجموعات العرقية تتأهب للانقلاب عليه وهو ما قد يدفع البلاد إلى حرب أهلية وشيكة.
ودائما ما يعقد الإثيوبيون مقارنات بين القادة في مصر وإثيوبيا ويقيسون الفروق بينهما بالسنوات الضوئية فيعتبرون الرئيس عبد الفتاح السيسي خصما قويا يتمتع بعلاقات متميزة بقادة العالم جعلته يتفوق على رئيس الوزراء الإثيوبي.
أما وزير الخارجية سامح شكري فيطغي بحضوره الهادئ، ومهاراته اللغوية، وخبراته الدبلوماسية على نظيره الإثيوبي جدو اندارجاشيو، الذي جعلهم يشعرون بالحرج من تمثيله للدبلوماسية الإثيوبية.
نبيل السجيني
nabil.segini@gmail.com