الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية - الدبلوماسية الإثيوبية المتشددة
الدبلوماسية الإثيوبية المتشددة
بدأ يتجلى تطرف السياسة الخارجية الإثيوبية وأزماتها مع جيرانها بالتحديد بعد ثورة 1974 ، حيث تخلت أديس أبابا منذ ذلك التاريخ عن نهجها المعتدل في علاقاتها مع جيرانها وكثيرا ما كان مسلكها غير متسامح وغير متسق مع الأعراف الدولية ومبدأ حسن الجوار بعكس ما كان يحدث عادة، قبل الإطاحة بالإمبراطور هيلا سيلاسي الذي كان يتبنى دبلوماسية هادئة.
وعلي مدي أكثر من أربعة عقود تنتهج إثيوبيا سلوكا غير سلمي مع جيرانها قائم على فرض هيمنتها والتدخل في شئون دول الجوار وإثارة الأزمات وأدي تبني النظام الإثيوبي للنهج الراديكالي العنيف في سياسته الخارجية إلي تعرضه للعديد من المشكلات وهو ما لا يناسب دولة تموج بالصراعات العرقية
لقد وجدت إثيوبيا (مقر الاتحاد الأفريقي) نفسها في النهاية من بين أكثر البلدان النامية توترا في علاقاتها الخارجية فضلا عن افتقاد دبلوماسيها بفن التفاوض و اللباقة والإبداع والتواصل ولا يملكون سوى أدوات المماطلة.
ويرافق الفشل الدبلوماسي غياب الارادة السياسية للقادة الإثيوبيين وهي السبب الجوهري لكل أزمات إثيوبيا الماضية سواء مع الصومال وأريتريا وأوغندا وكينيا والسودان والحالية مع مصر المتمثلة في سد النهضة.
وبالنسبة لإريتريا التي زار رئيسها أسياس أفورقي القاهرة مؤخرا أكد أن جائزة نوبل التي نالها الرئيس الإثيوبي أبي أحمد عن توقيعه اتفاق سلام يوليو ۲۰۱۸ لوقف الصراع بين بلديهما لازال معلقا بسبب التسويف الأثيوبي فمازالت القوات الإثيوبية تتواجد في الأراضي الإريترية.
لا مجال لدبلوماسية تخالف العقل والمنطق والقانون الدولي ...كيف تتمسك إثيوبيا بسد يفوق احتياجاتها التنموية، بينما هو في الأساس يهدد أرواح المصريين؟
nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف