الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية - ميليشيات أردوغان (1)
يلعب الرئيس التركي أردوغان على كل التناقضات ليحقق أهدافه، فهو يدعم التنظيمات المتطرفة التي ترفع شعارات دينية في ليبيا وسوريا والسودان والصومال، وفي الوقت نفسه لديه علاقات جيدة مع واشنطن، التي يخدعها فقد أخفي عنها موعد هجوم الإرهابيين على قنصليتها ببنغازي والذي أدى لمقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز رغم علمه المسبق بموعده.
ومع خبو الصراع في سوريا التفت أردوغان إلى ليبيا في يناير ۲۰۱۸ واتخذ السراج حليفا وأداة للاستحواذ على النفط الليبي، الذي يقع معظمه خارج طرابلس، لذا قام بإرسال المال والسلاح وحشد مقاتلي جبهة النصرة وتنظيم الدولة في طرابلس في محاولة لدخول الهلال النفطي.
وكانت أداته هناك شركة تركية غامضة اسمها سادات تعمل في مجال الاستشارات العسكرية لكنها في حقيقة الأمر ليست شركة بل ميليشيات ينخرط فيه العديد من الضباط المتطرفين المفصولين من الجيش التركي، و بوصوله للسلطة عادوا إلى الجيش من جديد، وتقدم الشركة الدعم المالي والعسكري للجماعات الإرهابية المسجلة على قوائم الإرهاب. وهي تشبه إلى حد كبير الحرس الثوري الإيراني
وتقوم هذه الشركة التركية الغامضة بتدريب قوات في طرابلس والصومال على نوع من التدريبات القتالية تتشابه لحد كبير مع تدريبات القاعدة وداعش، وهو ما يثير تساؤلات حول دور تركيا المتزايد كراعية للإرهاب.
تتبع سادات لأردوغان مباشرة ولا تخضع لقيود حكومية، ورئيسها عدنان فيردي جنرال مفصول عين مستشارا عسكريا له وهو منصب يعادل رئيس الأركان التركي إن لم يكن يفوقه تأثيرا، وهي قوة موازية في مواجهة الجيش التركي لضمان عدم الانقلاب عليه في الداخل وفي الوقت نفسه أداة لنشر الإرهاب في الخارج وبالتالي يهرب من أي مساءلة.

mailto:nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف