الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية - نصائح البابا لتجاوز أزمة سد النهضة
نصائح البابا لتجاوز أزمة سد النهضة
انفراج أزمة سد النهضة ليس مرهونا بالسياسة والدبلوماسية فقط وإنما هناك العديد من الأسلحة الأخرى المؤثرة لدى مصر، أولها قوتها الناعمة المتمثلة في الأزهر الشريف والكنيسة المصرية.

ولديها أيضا تاريخ وحضارة مرتبطة بالنيل، فهي مهد الأديان وأرض الأنبياء ذكرت في الكتب السماوية الثلاثة عدة مرات، ودائما ما كان يقترن اسمها بالنيل، ففي التوراة في سفر الخروج، التي تناولت قصة النبي موسى الذي أنقذه النيل من فرعون،ويجسد الانجيل قصة هروب السيدة مريم العذراء بوليدها عیسی من مدينة بيت لحم بعد أن أمر الملك هيرودس بذبح كل مواليد المدينة عندما علم بولادة المسيح وقد عبرت وهي تحمل المسيح نهر النيل في أثناء وجودهما في مصر، وفي القرآن ورد ذكر النيل في عدة مواضع إما تصريحا وإما تلميحا، وقد خصه الله سبحانه وتعالى بلفظة اليم.

وهذا ما دفع رمزا دينيا عظيما مثل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ليخصص جزءا كبيرا من عظته السبت الماضي ليدعو إلى حل أزمة سد النهضة ويبدي غضبه من محاولات إثيوبيا منع وصول مياه النيل لمصر، بعد فشل الجولة الأخيرة من المحادثات في التوصل إلى اتفاق.

وكانت نصائح البابا لمصر وإثيوبيا والسودان بالاستمرار في طريق الحوار حتى يظل نهر النيل مصدرا للحياة والرخاء و يوحد ولا يفرق، يعزز الصداقة والأخوة وليس العداء والصراع.. ننتظر مبادرة مماثلة من الأزهر ليخاطب أكثر من 50 مليون إثيوبي مسلم، كما نتطلع لدور أكبر للكنيسة القبطية الأرثوذكسية من منطلق استمرار تأثيرها الروحي على الكنيسة الإثيوبية التي انفصلت عنها عام 1959 فقط وفي ظل وجود 45 مليون مسيحي في إثيوبيا.

نبيل السجينى
nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف