د. نبيل السجينى
نحو الحرية – الاستثمار في البشر
الاستثمار في البشر
للدولة الحديثة عدة وظائف حيوية، أولها توفير الخدمات الاجتماعية الأساسية التي تمكنهم من العيش بكرامة دون تمييز، وبنية تحتية لتسهيل الحياة، ووضع قواعد عادلة لجميع المواطنين، وخلق مساحة للمشاركة في صنع القرار السياسي وحماية المواطن من الأخطار الخارجية والداخلية والحفاظ على الأرواح والأموال والممتلكات والأعراض، وتحقيق السلم الأهلي وتشجيع المواطنة وتجنب البيروقراطية.
والحكومة مطالبة بتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وحماية محدودي الدخل، ومد شبكة الضمان الاجتماعي وخاصة الشباب في بداية حياتهم، والذين ومن يعانون الشيخوخة، والمرض، والمعوقين، والعاطلين عن العمل وإدراك احتياجاتهم المتغيرة في ظل الأزمة الاقتصادية، واتخاذ خطوات نحو دولة الرفاه، والاستجابة للتغيير والتوصل إلى حلول جديدة.
ومن الوظائف الحيوية للحكومة الاستثمار في قدرات مواطنيها لتمكينهم من إعالة أنفسهم في ظل بيئة سريعة التغير. لذلك يجب أن تؤمن الحكومة برعاية المواهب والمبتكرين وتخصيص جزء كبير من ميزانيتها للاستثمار في التعليم من المهد إلى اللحد، وهو أكثر من مجرد تمويل المدارس ..فلن يأتي التعليم التقليدي بمبدعين. وبالتالي لابد من توفير البيئة والموارد والبنية التحتية للسماح المواطنين بتحقيق النجاح وتحفيز الابتكار.
إن البداية الحقيقية لتعليم جيد هو الاستثمار في البنية التحتية الكاملة لتنمية الطفل منذ تكوينه جنين وحتى دخوله المدرسة وبرامج خاصة لتدريب الأسرة على تربية طفلها وبدون ذلك يكون الاستثمار في التعليم مثل الأرض الجدباء القاحلة.. عقول غير قادرة على الأبداع والاستيعاب.
أن الاستثمار في البشر اهم من الاستثمار في الحجر.
نبيل السجينى
Nabil.segini@gmail.com