الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية – معوقات أمام السد الإثيوبي
معوقات أمام السد الإثيوبي
بعد أن أوشك السد الأثيوبي على الانتهاء تسعى مصر والسودان سلميا لإبرام اتفاق لتأمين حقوقهما المائية بشكل منصف والحيلولة دون فرض أثيوبيا هيمنتها على دول المصب. ولكن هناك معوقات عديدة للوصول إلى اتفاق، أولها يتعلق برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد نفسه الذي سيخوض الانتخابات العام المقبل وإذا قدم أي تنازلات الآن فإنه يعنى خسارته الانتخابات.
أما العقبة الثانية فهي المعاهدات السابقة التي نصت على عدم المساس بالحقوق التاريخية لمصر والسودان وعدم إقامة، أي أعمال على النيل الأزرق، من شأنها وقف تدفق مياه النيل وهو ما ترفضه أثيوبيا بدعوى أنها معاهدات استعمارية عفي عليها الزمن بعد أن تغير المشهد الجيوسياسي والاقتصادي والحاجة إلى صياغة معاهدات جديدة تعكس هذه التغييرات ومصالح جميع الأطراف.
أما العائق الثالث فهو فقدان الثقة بين الأطراف الثلاثة، الأمر الذي سينعكس سلباً على المفاوضات والتوصل إلى حل يرضى جميع الأطراف، والعقبة الرابعة هي الاختلاف في الرؤى، إذ تنظر إثيوبيا إلى السد بوصفه مشروع يقودها للتنمية، لكنه في الوقت نفسه مصدر تهديد وجودي لدول المصب.
مطلوب مفاوضات لبناء علاقة تعاونية مستدامة بين الشعوب الثلاثة تحقق منافع متبادلة للجميع في مجالات الدفاع، ومكافحة الإرهاب، والقرصنة، والتبادل العلمي والثقافي. وعلى الرغم من أنها مفاوضات تتجاوز قضية المياه، إلا أن محورها سيكون سد النهضة ودون شروط مسبقة للأطراف المشاركة، وتأجيل مناقشة القضايا الخلافية والتركيز على جوانب التقارب وبناء الثقة.
سيظل التحكيم الخيار الأخير والوحيد لنقل قضية السد من مرحلة الصراع إلى الحوار، وهو ما ترفضه إثيوبيا، بدعوى أن هذا تدخل في شؤونها، لكن الحقيقة أنه سيلزمها بتخزين كميات محددة لن تستطيع تجاوزها.
نبيل السجينى
Nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف