د. نبيل السجينى
نحو الحرية – الحرب الباردة بين واشنطن وبكين
الحرب الباردة بين واشنطن وبكين
بعد ربع قرن على سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة، تدور رحى حرب جديدة بين واشنطن وبكين في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتي يصفها بعض الخبراء باعتبارها "الحرب الباردة" الثانية.
وتتزايد المخاوف الأمريكية من التطور السريع الذي تشهده الصين في هذا المجال الذي توظفه في المجال العسكري والحرب الإلكترونية وسباق التسلح، وتعتبره واشنطن تهديدًا لأمنها القومي، لذلك تسعى لوضع استراتيجية جديدة. لمواجهة هذا الخطر.
وتسعى بكين إلى هزيمة واشنطن في هذه الحرب، وهذا يتطلب منها أن تولي اهتمامًا كبيرًا بالتقنيات الناشئة، والبنية التحتية، التي تعزز الابتكار ونشر اليوان عالميًا" لتقويض هيمنة الدولار الأمريكي وتعزيز قبضتها على العملات الرقمية وهو ما أدركته بكين مبكرا.
وتختلف موازين القوى بين الطرفين في الحرب الجديدة حيث كانت الولايات المتحدة في الحرب الباردة الأولى مستقرة متماسكة وقوية نسبيًا، بينما هي اليوم في تراجع وتفقد نفوذها الدولي وتعاني من أزمات سياسية واقتصادية داخلية خطيرة. بعد وباء كورونا، وكذلك تصاعد الاحتجاجات السياسية.
من ناحية أخرى، لا يزال الاقتصاد الصيني في صعود منذ عقود، وقد تعامل مع الوباء بشكل فعال وحقق معدلات نمو غير مسبوقة على عكس واشنطن، مما يؤهل بكين للنصر وهذا ما يفسر الحملات المستمرة التي يشنها الرئيس الأمريكي ضد بكين فى ملفات التجارة، وحقوق الإنسان ووباء كورونا.
من يحقق الريادة التكنولوجية والقادر على تحويل هذه التقنيات إلى أسلحة وسلع ومنتجات للبيع سيكون مؤهلاً للهيمنة على العالم؟ ترى من الذي سيسقط سور الصين العظيم أم تمثال الحرية؟
نبيل السجينى
Nabil.segini@gmail.com