تُمنح جائزة نوبل لمن يقدم أفضل عمل للأخوة والسلام بين الأمم و لرؤساء الدول الذين لم يلجأوا إلى القوة العسكرية وعملوا على تقليص أعداد الجيوش .. ولكن هل يمكن للقائمين على جائزة نوبل سحب الجائزة إذا تبين لهم أن الفائز لم يكن يستحق هذه الجائزة؟

من بين هؤلاء رئيس الوزراء الإثيوبي آبی أحمد الحائز على جائزة نوبل للسلام، العام الماضي، لتوقيع اتفاق سلام بين بلاده وإريتريا، لم يسفر عن شيء، حيث تستمر إثيوبيا في احتلال الأراضي الإريترية حتى كتابة هذه السطور.

لم يعد آبی أحمد رجل سلام. بل إنه يهدد السلام في إفريقيا ويمهد الطريق لحرب أهلية وكارثة إنسانية، فقد استخدم الجيش الإثيوبي وأرسل مئات الدبابات وآلاف الجنود والأسلحة العالية التقنية لقتل المدنيين عمدا في شمال تيجرای التي يقطنها أكثر من 5 ملايين نسمة، وارتكب فظائع بحق مئات المدنيين وفرار ما لا يقل عن ۲۰ ألف لاجئ للسودان وهو مسئول عن تدمير مشاريع البنية التحتية الكبرى هناك الأمر الذي يهدد بانهيار الاقتصاد الإثيوبي. كل هذا من أجل تعزيز سلطته الشخصية والبقاء في السلطة.

ليس هذا فقط ما يشوه سمعة أبي أحمد ويقتضي سحب نوبل منه، فهو المسئول عن امتداد الصراع إلى إريتريا والسودان، وهو ما سيؤدى لتقويض الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي بكاملها. إذ يتعنت في التوصل لاتفاق مع مصر والسودان لتشغيل سد النهضة، مما يهدد شعبي البلدين بالفناء.
ما لم تسحب جائزة نوبل من آبی أحمد فإن على لجنة نوبل تعديل اسم الجائزة ليطلق عليها نوبل لتهديد السلام!!

نبيل السجيني
nabil.segini@gmail.com