الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية – سيناريوهات إنهاء الصراع الإثيوبي
سيناريوهات إنهاء الصراع الإثيوبي

لا يهدد الصراع الإثيوبي الحالي في منطقة تيجراي تماسك الدولة الإثيوبية وحدها، لكنه قد يمتد إلى حرب إقليمية شاملة في القرن الأفريقي، ويرتبط الصراع بشكل أساسي بالتوترات العرقية والسياسات الفيدرالية المتشددة التي تنتهجها الحكومة الإثيوبية التي تتعارض مع الدستور الفيدرالي الذي يمنح الاستقلال لمناطق الحكم الذاتي ،وحتى بالانفصال.

الخطوة الأولى لوقف القتال هي تقديم تنازلات من الجانبين. ويمكن للحكومة الاتحادية تجميد الإجراءات العقابية بحق تيجراي، وإعادة مخصصات الإقليم وإطلاق سراح المعتقلين، مقابل تعليق حكومة تيجراي نتائج انتخابات الإقليم، لمنع تصاعد الأزمة إلى نقطة اللاعودة.

لكن المفاوضات تعرقلها انعدام الثقة المتبادلة ورفض المعارضة الانصياع لحكومة أبي أحمد بعد انتهاء فترته في 5 أكتوبر الماضي، وهو يسعى لفترة ثانية، وبالتالي لا مصلحة له في وقف الاقتتال والمفاوضات. بينما يعتقد أحمد أن محاولة انفصال إقليم تيجراي تعني انفراط عقد الدولة الإثيوبية وتحولها لدويلات صغيرة.

وإذا بحثنا عن وسطاء لحل الصراع، فبالنسبة للقوى العالمية مثل واشنطن وبكين، فإن الأطراف الأثيوبية تراهم منحازين، بينما يشعر الاتحاد الأفريقي بالحرج لوجود المقر في أديس أبابا والأمم المتحدة غير فعالة، وتخوض مصر والسودان خلافا على مياه النيل، فيما للصومال علاقات عدائية مع إثيوبيا وكينيا وأوغندا علاقاتها محدودة بالنظام الإثيوبي.

والدولة الوحيدة التي يمكنها التوسط في النزاع الإثيوبي جنوب السودان، حيث تتمتع بعلاقات جيدة بجميع دول الجوار، وعلاقات شخصية وعائلية وثيقة مع القادة في أديس أبابا وميكيلي، وقادتها لديهم الكثير من الحنكة والفهم للأزمة العرقية الإثيوبية والخبرة في الوساطة والتفاوض وإحلال السلام.

نبيل السجينى

Nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف