الوفد
محمود الشربينى
ضوء فى آخر النفق .. الأرنب الكورونى!
- وكأننا ابتلينا بالهموم والمخاطر خلال هذا العام! ماعشناه - وأظننا ما زلنا نعيشه وقد يستمر- ليس إلا همًا مقيمًا نسف حياتنا وجعلها تنقلب رأسًا على عقب. كورونا فعلت بنا فعلها.. أصابتنا بالتوتر الشديد والخوف. تحولت حياتنا إلى أزمة كورونية عاتية. كورونا فى كل كلمة وكل حرف وكل مصافحة وكل أزمة.. وكل تفصيلة من تفاصيل الحياة غيرت الكثير من سلوكياتنا فى الحياة؛ حتى أن من يصاب بنزلة برد عادية أو بقليل من الزكام بات فى شدة الخجل من الذهاب إلى أصدقائه ليتسامر معهم، أو حتى إلى عمله المكلف به خوفًا من نظرات هنا أو هناك، أو حتى انتقاد ساخر يلومه على حمل الموت بين يدية والتنقل كقنبلة موقوتة.

كثيرون حملوا أدوات التعقيم بأيديهم، وحرصوا على ارتداء أولادهم الكمامات وهم ذاهبون إلى المدارس. نعم بعض الناس مستهترون؛ لا يزالون يتعاملون مع الأمر باستخفاف، لكن فى المقابل لم يعد غريبًا ولا مستهجنًا أبدًا أن تجد صديقًا فى الشارع وقد أخرج من جيبه علبة الكحول لكى تغسل يديك ويديه فى الشارع بقطرات منها.

- أحاط الموت بالناس من كل جانب، فأخذ البعض الموضوع بمنتهى الجدية، وهذا نتاج الحملة الإعلامية المستمرة التى حذرت من أخطار العدوى. اليوم هناك خطر آخر يحدق بنا ونحن على مشارف أن نطوى عام الموت والخوف والهلع والحصار والإنعزال وهو خطر «النفيخة»!

- ماهى النفيخة هذه؟ بالتأكيد هى ليست «البالونة» التى كنا نشتريها وننفخها ونلعب بها ونحن صغار، ولكنها فى الحقيقة خطر محدق وجب الاهتمام به والدعاية الإعلامية المحذرة منه. النفيخة هذه عبارة عن سمكة سامة، تدعى القراض أو النفيخة أو الأرنب كما يسمونها فى بعض أسواق السمك. هذه سمكة سامة شديدة الخطورة، يمنع صيدها أو تداولها فى الأسواق لخطورتها الشديدة على صحة الناس، حيث تسبب تسممًا غذائيًا شديدًا، فسمها الناقع منتشرًا فى كافة أرجائها، تحت الجلد والأحشاء والنخاع والكبد»!

- حسنًا فعلت وزارة الصحة والسكان عندما وجهت تحذيرًا مشددًا للمواطنين عبر منافذ ونوافذ إعلامية وتوعوية لمحاولة التحذير من مخاطر تداول هذه السمكة السامة، وحسنا فعلت وزارة التضامن الاجتماعى، عندما استشعرت خطر الكارثة المحدقة، وسعت إلى الحفاظ على صحة المستهلكين، فارتأت ضرورة توجيه الجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات القدرة على إقامة ندوات تثقيفية للباعة الجائلين ومتداولى الأسماك للتعريف بمدى خطورة هذه السمكة أو الأرنب القاتل وخطورة بيعها للمواطنين.

وقد بعثت السيدة حنان حماد المدير للإدارة العامة للجمعيات بوزارة التضامن بخطابات بهذا الشأن إلى رؤساء مجالس إدارات الجمعيات المعنية بعمليات التثقيف والتوعية، اعتبارًا من ٢٤ نوفمبر الماضى، للبدء فى هذه الحملة.

والحقيقة أننى من منبرنا هذا فى صحيفة الوفد، وتضامنًا مع وزارتى الصحة والسكان والتضامن الاجتماعى نأمل فى استجابة المجتمع- بجمعيات توعيته وإعلامه كله- واستنفار الطاقات كافة، لمحاصرة هذا الخطر المحدق، كون الغالبية العظمى من الباعة الجائلين لا تصلهم مثل هذه الحملات التوعوية بسهولة، وربما حتى إذا وصلتهم لا يتقيدون بها، تحت إغراء البيع الرخيص لسمكة الموت، فمثل هذا الأمر يعتبر بالنسبة لهم ترفًا لا يستطيعون مقاومة إغرائه، خاصة وأن لها سوقًا رائجة فى أوساط البسطاء والفقراء وهم كثر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف