الوفد
نجوى عبد العزيز
بين السطور .. الحق دوما بين باطلين
ما بين شقاوة الطفل وتدليله بغباوة وعدم تربيته مساحة كبيرة جدا ترتكب فيها العديد من الجرائم الجنائية والاخلاقية، لدرجة ان جرائم الاطفال احتلت الصدارة سواء فى صفحات الحوادث، أوالمواقع الالكترونية، وتتناولها ايضا مواقع السوشيال ميديا، فما بين حادث واخر تجد عناوين حوادث كثيرة ومتنوعة ما بين قتل وسرقة واغتصاب وتنمر وتحرش يرتكبها اطفال فى اعمار مختلفة.

وقد فوجئت ان هناك من يظن ان الاطفال خارج اطار العقاب بحجة ان الاطفال احباب الله.! ياللهول.. ما هذا الهراء ونحن امام جرائم يرتكبها صبية وصلت لحد القتل كما تجدهم منطلقين فى تعاملاتهم مع الناس بتبجح وسلوكهم ينطق بالفشل، فقد كثرت فى الاونة الاخيرة حوادث قيادة الاطفال للسيارات سواء بجوار ابيهم او بصحبة اصدقائهم وتصل العنترية الطفولية اثناء ذلك الى حد الشيطنة ودهس اجسام البشر بداية من طفل اسيوط الذى لم يتجاوز عمره الـ15 عاما والمتسبب فى وفاة 4 أطفال بمنطقة أبنوب حيث كان يقود سيارة والده دون رخصة ودون بلوغ السن القانونية لقيادة السيارة، ما جعل النيابة تصدر قرارها بحبس الابن المتسبب فى الحادث ووالده وإحالتهما للمحاكمة الجنائية بعد انتهاء التحقيقات. فى مايو الماضى، ثم تلى ذلك العديد من جرائم مماثلة.

حيث وقعت حادثة ماسأوية بأن قامت سيارة طائشة تسير بسرعة جنونية بدهس سيدة فى شوارع القاهرة الجديدة، والتى لفظت انفاسها الاخيرة بسبب الحادث، حيث كانت تقوم بشراء مستلزمات من أمام سوبر ماركت ولكن السيارة التى كان يقودها طفل يبلغ من العمر 15 عاما أطاحت بالمجنى عليها حيث كان يسير بسرعة جنونية.

وكان من أواخر هذه الحوادث ذلك الذى وقعت احداثه فى الغربية منذ يومين عندما قاد طفل يبلغ من العمر 13 عاما سيارة ميكروباص ودهس عددًا من الركاب وكادت أن تقتحم محل حلوانى حتى أوقفتها دراجة نارية اصطدمت بها وقد تبين أن الطفل أمسك بعجلة القيادة من باب اللهو وتقليد والده وضغط بقدميه على فرامل السيارة، ما تسبب فى مصرع فتاة وإصابة ٤ آخرين جراء حادث دهسهم وتم القبض على والد الطفل المتهم واتهمته النيابة بعدم حمل رخصة قيادة وتمكينه الطفل من قيادة السيارة وهو لا يجوز له ذلك ويتم دراسة حالة الطفل بمعرفة خط نجدة الطفل بالمجلس القومى للامومة والطفولة لبحث حالته والتوصية بالتصرف الامثل قبله.

وهنا نشير الى ما ذكرته النيابة العامة فى بيانها عقب حبس الاب والطفل فى حادث الدهس باسيوط من أن الإفراط فى تدليل الأطفال والسماح لهم بأشياء لا ينبغى السماح بها، وغض الطرف عما يفعلون من أمور يراها البعض بسيطة وهى فى الأثر عظيمة، ينتهى بانسياقهم إلى جرائم حقيقية وشخصيات إجرامية غير سوية، فإرضاء الأبناء دون انضباط ما هو إلا هروب من مسئولية تعليمهم وتربيتهم وتأديبهم التأديب الصالح الذى يبنى شخصياتهم النافعة، ويقيهم الأضرار والشرور.

وناشدت النيابة الأهل حُسن القيام بواجبهم تجاه أبنائهم وإعانة المؤسسات التعليمية والدينية الرسمية فى تربيتهم التربية السليمة، فلا تذهبوا بهم إلى عنف لا طائل منه، أو تسيب وتدليل لا خير فيه، فالخير دومًا فى وسط من ذلك، والحق دومًا بين باطلين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف