عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. المئذنة.. مصرية الطراز
هل يمكن أن نقول إن مآذن المساجد مصرية 100٪ وأن عمارة المساجد لها طابعها المصري.. تماما كما نقول إن المنارات، أو المآذن التركية هى مآذن عثمانية تشبه القلم الرصاص، كما يظهر ذلك فى مآذن مسجد محمد على بالقلعة وأيضاً مسجد الإمام الحسين فى القاهرة.. بل ونسأل: هل أيضاً القباب فى هذه المساجد مدرسة فنية فى عمارة هذه المساجد.. وأننا نقلنا ذلك لكثير من المساجد فى مكة والمدينة وأبرزها قبة المسجد النبوى الشريف، فى المدينة المنورة.. بحكم أن الحجاز نقل الفن المعمارى للمساجد من المآذن إلى القباب؟.
وإذا كانت القباب مصرية بحكم ما نجده بالذات فى مساجد العصر المملوكى بالذات ويظهر هذا واضحا فى المساجد المملوكية بنوعيها المماليك البحرية أو البرجية.. وإن كنا نجد مآذن مختلفة مثل مئذنة مسجد ابن طولون.. أو مئذنة مسجد الحاكم بأمر الله.. ولكن الأكثر شيوعاً هو المئذنة متعددة الطوابق.. ونجد بعض التطوير فى مسجد قلاوون فى شارع المعز.
والمآذن فى المغرب وتونس مثلا مختلفة تماما عن المآذن المصرية.. إذ فى المغرب نجد المئذنة المربعة سواء فى مسجد الملك المغربى الحسن الثاني.. وأنها مأخوذة من مآذن المساجد الأندلسية، ربما لأن الشكل المربع فيها هو أسهل فى البناء وإذا كنا نجد أن المهندس المصرى حافظ على شكل المئذنة الذى تعوده كل المصريين، الا أننا نجد الآن تطويراً فى فن بناء المآذن الحديثة مثل مساجد الشرطة الآن سواء فى طريق صلاح سالم أو فى التجمع الخامس. وأيضاً فى مسجد المشير طنطاوى فى القاهرة الجديدة. فهل هذا نوع من التجديد الهندسى، أم تطوير لها؟.. تماما كما نجد نوعا من التطوير فى بناء قباب المساجد.. تختلف عن القباب التى سادت فى المساجد مصرية الطراز.
وربما تكون القبة فى المسجد المصرى سببها أن يصعد الهواء الساخن تحت هذه القباب إلى أعلى وفوق رؤوس المصلين. تماما كمهمة بيوت القباب التى نفذهها المهندس الشهير الذى أنشأ قرية القرنة الجديدة فى الأقصر.. أى البيت النوبى المعروف.. وقد وجدت بعضها فى مدينة العيون فى إقليم الصحراء المغربية.
<< هنا هل نقول إن مئذنة المسجد متعددة الطوابق هى مدرسة تنفرد بها مدرسة المآذن المصرية؟.. تماما كما نجد المئذنة المربعة فى الهندسة الأندلسية والمغربية وهكذا؟ ويعتبر المسجد الذى أقامته أسرة العصامى المصرى العربى هو آخر المآذن متعددة الطوابق بينما منارة مسجد الفتح «أولاد عنان سابقاً» هى الأعلى فى مصر وأن مآذن مسجد العباسية الذى أقامته تبرعات المصريين تحت إشراف الشيخ حافظ سلامة هى الأجمل بين المآذن المصرية.