تأكد تماما وبما لا يدع مجالا للشك أن تركيا لا تأتى إلا بالعين الحمراء ولا ترتدع إلا بالعقوبات أو حتى التلويح بها.. يؤكد ذلك أنه مع اقتراب القمة الأوروبية وتلويح الاتحاد الأوروبى بعقوبات ضد أنقرة اعلن وزير الخارجية التركى مولود أوغلو أن تركيا مستعدة للحوار مع اليونان دون شروط مسبقة.. وان تحديد موعد لإجراء محادثات بين البلدين أصبح ممكنا بعد تعليق عمل سفينة «أوروتش ريس» فى شرق المتوسط..
بعد ان اعتبر حلف الناتو انسحاب السفينة التركية من مياه قبرص مؤخرا وقبل أيام من انعقاد القمة الأوروبية، مؤشرا إيجابيا يساعد على تخفيف التوتر.
وأكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى أن القمة ستراجع العلاقات مع تركيا وفق شروط خفض التوتر والدخول فى حوار بنَّاءٍ.. وقال أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، «لا نزال نشعرُ بالقلق إزاء الوضع فى شرق المتوسط حيث نواصلُ السعيَ من أجل تفادى الصدام فى المنطقة. وأعتقد أن انسحابَ السفينة «أوروتش رَيِّس» إلى مينائِها فى تركيا يساعد على تخفيفِ التوتر والتقدم نحو اتفاقِ تفادى الصدام بين القطعِ الحربية»..
واكد موقع «مارين ترافيك» المتخصص فى تتبع السفن أن سفينة المسح التركية «أوروتش رئيس» عادت إلى ميناء أنطاليا جنوب البلاد.. مما يقلل من مخاطر وقوع حوادث بين القوات المسلحة اليونانية والتركية..
ويواجه الأتراك بذلك مأزقا خارجيا لا يحسدون عليه علاوة على الأزمة الطاحنة التى يعانون منها بسبب عدم شفافية الحكومة فى الإعلان عن الأرقام الحقيقية للإصابات والوفيات فى البلاد جراء فيروس كورونا.. وهو مادعا الرئيس التركي أردوغان لإعلان إجراءات جديدة لمكافحة الزيادة فى حالات الإصابة والوفاة، تضمنت فرض حظر تجول خلال أيام العمل الأسبوعية وإغلاقا كاملا فى عطلة نهاية الأسبوع .. بعد ان أظهرت بيانات وزارة الصحة أن الوفيات اليومية سجلت ارتفاعاً قياسياً مؤخرا بعدد 190 وفاة فى يوم واحد .. وسجل عدد الإصابات الجديدة بها رقماً قياسياً أيضا حيث بلغ 30110 فى يوم واحد .. وتتعمد الصحة التركية إخفاء البيانات الحقيقية عن إجمالى الحالات حتى لا يكتشف الاتراك مدى الاهمال الذى تتعامل به الحكومة معهم وتلحأ لخداعهم بإعلان أرقام الحالات التى تظهر عليها أعراض فقط على مدى أربعة أشهر .. ولم تبدأ فى تسجيل كل الحالات كما هو متبع فى جميع دول العالم وطبقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية إلا منذ أسبوع واحد فقط .
السياسة الخارجية التركية تضعها على حافة الهاوية وفى صدام وشيك مع أكثر من دولة.. والسياسة الداخلية تضع المواطن التركى تحت ضغط وكبت من المؤكد أنه لن يظل هكذا طويلا .