غادة ماهر
الهدهد .. أيهما أهم.. الصحة أم التعليم؟!
ما يحدث الآن داخل المدارس، يشيب له الولدان.. انتشرت الاصابة بكورونا بين صفوف المعلمين والطلاب بجميع المراحل الدراسية دون الإفصاح أو الإعلان عن ذلك بشكل رسمي.. المدرسون يهمسون فيما بينهم خوفا علي أنفسهم وفزعا علي زملائهم المصابين.. وجروبات الامهات تعج الما وشكوي وتوترا، رافعين شعار: «الصحة أهم من التعليم» بعد أن تيقنوا من إصابة بعض المدرسين بكورونا وان من بينهم حالات حرجة، وهو ما يعني إصابة العديد من الطلاب أيضا، فكم من طالب خالط زملاءه ومعلميه، وكم من مدرس خالط المحيطين به!!
لم تكن مروة شعبان المعلمة الوحيدة التي توفيت إثر إصابتها بفيروس كورونا بمحافظة الاسكندرية.. ولكن هناك حالات أخري لم يتم الإفصاح عنها بين صفوف المعلمين.. ولولا الرسالة التي كتبها نجلها علي الفيسبوك لباتت هي الاخري فى طي الكتمان
والنتيجة أن الأسبوع الماضي ارتفعت نسبة الغياب بين الطلاب.. بعد أن قررت الأمهات منع أبنائهن من التوجه للمدرسة خشية من انتشار العدوي.. خاصة ونحن جميعا نعلم أن التلاميذ صعب التحكم فى التزامهم بالإجراءات الوقائية، وضمان ارتداء الكمامة طول فترة اليوم الدراسي..
غياب الطلاب لم يمنع ذويهم من التفكير فى أعمال السنة واحتساب عدد أيام الغياب.. وكيفية تلقي شرح الدروس.. ومستقبل أبنائهم في الأيام القادمة.. متمنين الاكتفاء بشرح الدروس اون لاين، أو من خلال المنصات التعليمية المخصصة لكل مرحلة ..ولكن إدارات المدارس لا تملك هذا القرار.. ثم فجأة وبدون سابق إنذار أعلنت معظم المدارس عن انعقاد امتحانات هذا الأسبوع بقرار من الإدارات التعليمية وبجدول زمني لكل مادة كما لو كان امتحان نصف العام!! الأمر الذي أثار علامات استفهام وتخمينات كثيرة وردود أفعال تشكك في استمرارية العمليه التعليمية في المدارس.
من أجل كل ذلك.. ومن أجل سلامة وصحة أبناء مصر ومعلميها.. من أجل أمهات ينزفن بدل الدموع دما ورعبا علي فلذات اكبادهن.. من أجل الحفاظ علي أكبر قدر من أرواح نتمني أن تسلم من وباء لعين لم يرحم أحدا.. اخاطب واناشد الأب قبل المسئول ، الإنسان قبل الوزير الدكتور طارق شوقي أن يثلج صدور أولياء الأمور والمعلمين بقرار يستطيع الطلاب من خلاله الاستمرار في إتمام العام الدراسي والحصول علي المادة العلمية دون تعرض حياتهم للخطر.. قرار يحقق السلامة والنجاة والطمأنينة لجموع أبنائنا الطلاب والمعلمين معا.. فالصحة لا يضاهيها كنوز الدنيا. فإذا كانت التربية قد سبقت التعليم، فالصحة تسبق كليهما.