الوطن
أحمد ابراهيم
عاشق الروح والوطن!!
أشهر مؤلف أغانٍ مصرى كتب 1000 أغنية خلال 43 عاما فى جميع الأشكال والألوان وغنى له كبار المطربين والمطربات، كون مع الموسيقار محمد عبدالوهاب ثنائياً رائعاً وقدما أعظم الأغنيات (140 أغنية)، التى ما زالت تسكن قلوب المصريين، مثل «فاتت جنبنا» لعبدالحليم حافظ، و«عاشق الروح» لمحمد عبدالوهاب، واشتهر بكتابة أغانى الأسرة والطفل «ست الحبايب»، و«الأخ» لفايزة أحمد، و«ماما زمانها جاية» و«ذهب الليل» لمحمد فوزى، وابتكر أن تكون طريقة الديالوج الغنائى من نسيج سيناريو الفيلم، بدلاً من الحوار، مثل «حكيم عيون» و«حا اقولك إيه» بين محمد عبدالوهاب وراقية إبراهيم، وفى مجال الأغنية الدينية كتب «إله الكون» للموسيقار الكبير رياض السنباطى، ومزج بين الدينى والوطنى فى أغنية «الصبر والإيمان» لعبدالوهاب، إلى جانب بعض الأناشيد الوطنية الرائعة، مثل «دقت ساعة العمل الثورى»، «المارد العربى»، «صوت الجماهير»، «الجيل الصاعد»، وكتب أوبريت «مصر بلدنا» للمطربة فايزة أحمد، وقدّم استعراض «اللى يقدر على قلبى»، الذى يعتبر من أجمل الاستعراضات فى السينما العربية.

إنه الشاعر العظيم حسين السيد، الذى كرّمته وزارة الثقافة من خلال هيئة الكتاب، بإصدار مُؤلف من جزءين 1500 صفحة يتضمّن أشعاره وقصة حياته تحت عنوان «عاشق الروح» إعداد كريمته «د. حامدة»، التى تقول فى مقدّمة الكتاب: إننى حين بدأت فى جمع أعمال أبى كنت أتصورها مهمة سهلة، تخيلت أننى أعرف كل أعماله، بل وأحفظها عن ظهر قلب، ولن أحتاج إلا قلماً وورقة، لأكتب ما أحفظ. وبدأت المهمة وشحذت ذهنى وذاكرتى، وانسابت كلماته الجميلة من فكرى إلى قلمى، أكتب أشهر أعماله التى تغنى بها كبار المطربين الذين استعنت بأسمائهم لتعيننى على التذكر والتجميع، فلما نضبت ذاكرتى مما أحفظ من أعمال، استعنت بفهرس أعماله الذى زوّدنى به أخى «د. حسام»، وإذا بى أكتشف أن ما جمعته كان نقطة فى بحر، وبدأت الرحلة الصعبة الممتعة، كنت مثل من ينقّب عن جواهر مدفونة فى منجم، بعض الأغانى أجد أصولها بخط يده فى أجنداته الخاصة، وبعضها أبحث عنه على «يوتيوب»، ويدهشنى اهتمام الناس بجمع تراث مصر الفنى، فهو كنز كبير يتلألأ بالدّرر النفيسة، أجلس لأشاهد فيلماً، فإذا بأغنية تشد انتباهى وأشعر أنها له، أذهب لأتحقق فأكتشف أنها فعلاً من كلماته، أتحدث مع الصديق العزيز الملحن «الموجى الصغير»، فيذكّرنى بأغانٍ تعاون فيها والده ووالدى، يأتى يوم ذكراه فأسمع فى الإذاعة أغانى غابت عن ذاكرتى، فأدوّنها بسرعة وأتشوق لرحلة البحث والعثور.

نتقدم نحن الدكاترة «حسام وحاكم وحامدة» أبناء الشاعر حسين السيد بإهداء هذا الإصدار الفنى المشتمل على جزء كبير من أعماله إلى روح الشاعر الكبير والوالد العظيم الذى نحمل اسمه، وننتشى به فخراً وزهواً.. وأقل تكريم نقدّمه له أن نحقّق حلمه فى تجميع أعماله، داعين الله أن يكون تكريماً يليق بتاريخه الفنى المتميز.

كما نقوم بإهداء هذا الكتاب لمصر الحبيبة التى طالما تغنّت بها كلمات «حسين السيد» عشقاً وشوقاً لمصر العظيمة التى أنجبت صفوة الأدباء والكتاب، وكان هو دون شك واحداً منهم، حيث أسهم بعطائه الثرى على مدى أربعين عاماً فى تكوين تراثها الغنائى.

أكاد أتخيله يهديها سلامه ويرسل أشواقه على البُعد من خلال أغنيته «سلموا لى على مصر سلموا لى ع الشوارع سلموا لى ع الكبارى والسما والبدر طالع».

انتهت كلمات د. حامدة حسين السيد عن والدها الشاعر العظيم، الذى رحل عن دنيانا منذ 37 عاماً، ولكن ما زالت أغانيه يستمتع بها الصغار وتلهب حماس الكبار وتكافح التلوث السمعى والبصرى الذى يحاصرنا من كل اتجاه.

الله يرحم حسين السيد ويرحم زمن الفن الجميل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف