الإنسان الحقيقى أهم أحيانا من النجم الرياضى.. وقد يكون الإنجاز الأكبر والأجمل لهذا النجم بعيدا عن الملاعب وألعابها.. وهذا هو ما اتفق عليه الإنجليز وأعلنوه منذ ثلاثة أيام مع جائزة خاصة لماركوس راشفورد نجم كرة القدم فى نادى مانشستر يونايتد..
فمنذ عام 1954.. اعتادت البى بى سى فى نهاية كل سنة تقديم جائزة بعنوان شخصية العام الرياضية، حيث تختار البى بى سى أولا القائمة القصيرة للمرشحين وفق قواعد ثابتة ومحددة ثم يبدأ الجمهور التصويت واختيار الفائز بالجائزة.. وسنة بعد أخرى.. ولأنها لم تشهد أى استثناءات ومجاملات أو تلاعب فى التصويت والاختيار.. باتت لهذه الجائزة بالتحديد قيمتها ومكانتها وبريقها.. ورغم شعبية كرة القدم ومكانتها فى المجتمع الإنجليزى.. إلا أنه لم يفز بشخصية العام الرياضية سوى خمسة فقط من نجوم كرة القدم.. بوبى مور 1966 وبول جاسكوين 1990 ومايكل أوين 1998 وديفيد بيكهام 2001 وريان جيجز 2009..

وقررت هيئة البى بى سى هذا العام استثناء النجم الكروى راشفورد من كل القواعد والشروط ومنحه جائزة خاصة تقديرا لدوره الإنسانى فى توفير الطعام للفقراء الصغار فى إنجلترا.. فعلى الرغم من موهبته الكروية وأهدافه الجميلة بقميص مانشستر يونايتد فى الموسمين الماضى والحالى.. إلا أن راشفورد لم يستحق الوصول للقائمة القصيرة.. ومع ذلك سينال هذه الجائزة الخاصة من البى بى سى تقديرا لما قام به حين أجبر رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون على التراجع عن موقفه الرافض لتقديم وجبات مجانية للتلاميذ الفقراء حين توقفت الدراسة بسبب وباء كورونا..

واستغل راشفورد شعبيته الكروية ليقود حملة ضخمة للتضامن مع الصغار وعائلاتهم وجمع مليون توقيع أجبر بها الحكومة والبرلمان أيضا لتقديم الطعام المجانى للصغار.. وقام بعدها بجهود ضخمة لتوفير الطعام لمئات الأسر الفقيرة وأقنع شركات كثيرة ومطاعم بتقديم الطعام لهؤلاء الجائعين.. إلى جانب حملة أخرى لتوفير الكتب مجانا لكل الصغار الذين لا يملكون ثمنها.. وكرمته الملكة إليزابيث كما نال أيضا رتبة الإمبراطورية البريطانية.. ورأت لجنة جائزة البى بى سى أن ما قام به راشفورد هذا العام أكبر من أى بطولة وانتصار رياضى وأجمل من أى أهداف كروية.. ولابد أن تكون هناك جائزة خاصة لمن نجح فى استغلال نجاحاته وشعبية كرة القدم لتوفير الطعام لمن يحتاجون إليه.