المصرى اليوم
صبرى غنيم
الشكر وحده لا يكفي للرئيس
■ سيادة الرئيس.. الحفاوة والاستقبال الرائع الذى قوبلت به فى فرنسا هو رسالة للمصريين تقول «عندكم رئيس استحق كل هذا التكريم عن مواقفه العظيمة مع الأوربيين».. فعلًا، لقد كنت عظيمًا، وعنوانًا مشرفًا لنا كمصريين فى حواراتك، وردودك على أسئلة الصحفيين الفرنسيين، فقد كنت شجاعًا وأنت تفحم المغرضين منهم وهم يزايدون بمنظمات المجتمع المدنى التى اعتاد بعضهم استثمارها فى الإساءة لمصر، لكن كونك تخرس الألسنة التى تلمح بالإساءة لنا، وترد عليها بعنف فهذه شيمة العظماء.
■ أنا عن نفسى كمصرى، لم أكن أعلم أن عدد المنظمات التى تعمل فى مصر قد وصل إلى ٥٥ ألف منظمة، ويتمتعون بحرية كامله، وقد اعتبرتهم مصر جزءا أصيلا ومهما جدا فى العمل الأهلى، ومع ذلك تتطلع الحكومة إلى أن يشاركوها فى تنمية المجتمع، مع أن هذا العدد استحالة أن تقبل به دولة أخرى.. إجابتك يا سيادة الرئيس كانت صادمة على الافتراءات المغرضة التى تناولها أحد الصحفيين فى المؤتمر الصحفى، وفى مثل هذه المؤتمرات الصحفية المفتوحة لصحفيين من مختلف الجنسيات، ومن المؤكد الذى طرح هذا السؤال لا يمكن أن يكون فرنسيًا، لأن الفرنسيين كانوا عن قرب من استقبال الرئيس بالأحضان، مرورًا بموكبه من المطار حتى قصر الإليزيه.

■ من حقنا أن نفخر بك يا سيادة الرئيس، وأنت تعلن فى شجاعة أن ليس عندنا ما نخاف منه، وأن مسؤوليتك كرئيس دولة أن تحمى ١٠٠ مليون من تنظيم متطرف عمره أكثر من ٩٠ عاما.. لقد أعجبتنى وأنت تلمح بأن الدول الأوروبية شربت المقلب فى احتضانها المتطرفين منذ عشرات السنين، يوم أن هاجروا إليها، وكانت هذه الدول تدافع عنهم بعد أن مدت يدها لهم وفتحت لهم فرص عمل ومنحت جنسياتها لهم، وجاء اليوم الذى تعانى فيه من إرهابهم.. لم تتصور أنهم سوف يتحولون إلى منظمات شريرة.

■ وهنا أقول من حق الرئيس الفرنسى ماكرون أن يقول «التعاون مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب مثالىّ». الرئيس الفرنسى قدره أن يتسلم بلدًا وقع الرؤساء الذين سبقوه فى أخطاء يوم أن كانوا متسامحين مع الإخوان.. الرئيس الفرنسى أبيض ورجل وطنى أصيل.. لم يتوقع بعد الكرم الفرنسى مع هذه الحقبة الشريرة أن يحرّضوا أصحاب السترات الصفراء على التظاهرات وإشعال الحرائق.

■ العالم يعترف بأن الرئيس ماكرون سبق عصره، وتكفى مواقفه المشرّفة تجاه شرق المتوسط فى التصدى للإرهاب، وكونه يعلن أمام العالم أن باريس تدخلت فى شرق المتوسط للتصدى للاستفزازات التركية، فهذا موقف شجاع يُحسب له، ثم موقفه من حزب الله فى لبنان، وموقفه بجانب الملف الليبى.. وجانب قبرص واليونان.. كل مواقفه تأتى مؤيدة لمواقف الرئيس السيسى الذى يتمتع بمكانة دولية لدى الاتحاد الأوروبى، ويكفى أن تتمسك به ميركل كزعيم عربى له ثقل على الساحة الدولية.

■ لذلك أقول شكرًا يا سيادة الرئيس، لقد رفعت رؤوسنا عالية، وأصبحت للمصرى مكانة دولية، يكفى أنك فى رحلتك هذه كان لك دور كبير فى الكشف عن موقف مصر فى وقفتها بجانب القضايا العربية، وقفتها مع الشعب اللبنانى والسورى والعراقى واليمنى، وحرصك على التعاون المصرى الفرنسى فى محاربة الإرهاب، لقد جعلت للإنسان المصرى مكانة، فبعد أن كنا نطرق أبواب أوروبا،أصبحت هذه الأبواب مفتوحة لكل المصريين بكل ترحاب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف