الدستور
ماجد حبته
يقتلون الإنسان دفاعًا عن حقوقه!
منظمة «هيومن رايتس ووتش»، طالبت «البنك الدولى»، فى تقرير، بعدم تمويل أى مشروعات صحية فى مصر، لمواجهة «فيروس كورونا»، بزعم قيام السلطات المصرية بسجن ستة أطباء وصيادلة، لأنهم «على ما يبدو» انتقدوا استجابة السلطات للوباء. ما يعنى أن تلك المنظمة المشبوهة تريد معاقبة المصريين جميعًا، أو قلتهم، ردًا على انتهاكات محتملة!
التقرير اعتمد، بشكل أساسى، على أكاذيب أو ادعاءات مرسلة، نسبها إلى الإخوانى عمرو مجدى، الذى يوصف بأنه «باحث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى المنظمة». وجاءت مطالبة البنك الدولى بعدم تمويل المشروعات الصحية فى مصر، لتفضح تناقض تلك المنظمة المشبوهة، التى كانت قد ذكرت فى تقرير آخر أن «العقوبات الاقتصادية، التى تفرضها الولايات المتحدة تؤثر سلبًا فى قدرة الحكومة الإيرانية على الاستجابة الملائمة للتداعيات الصحية المتصاعدة لتفشى الوباء». وطالبت الولايات المتحدة بتخفيف عقوباتها، فورًا، على إيران وتوسيع نطاق ترخيص المواد المعفاة من العقوبات لتأمين حصول إيران على الموارد الأساسية فى ظل الوباء.
حقوقيًا، انتهكت المنظمة فى التقرير الخاص بمصر، المادة الثانية من «الإعلان العالمى لحقوق الإنسان»، والتزمت بها فى تقريرها عن إيران. وهى المادة التى تكفل لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة فى الإعلان، دون تمييز من أى نوع، بسبب العنصر، اللون، الجنس، اللغة، الدين، الرأى، الأصل الوطنى أو الاجتماعى، الثروة، المولد، أو أى وضع آخر. وإضافة إلى ذلك لا يجوز التمييز على أساس الوضع السياسى أو القانونى أو الدولى للبلد أو الإقليم الذى ينتمى إليه الشخص، سواء كان مستقلًا، أو موضوعًا تحت الوصاية، أو غير متمتع بالحكم الذاتى، أو خاضعًا لأى قيد آخر على سيادته.
المنظمة، كغيرها، من المنظمات الحقوقية المشبوهة، مجرد أدوات، أراد بها المستعمر القديم ضمان استمرار سيطرته على دول المنطقة واستنزاف ثرواتها، بتكلفة قليلة. وتكفى الإشارة إلى الدور الذى لعبته تلك المنظمات، فى تبرير احتلال وتخريب العراق، ثم ليبيا، وسوريا واليمن و... وفى محاولات تدمير المنطقة بالكامل. ونضيع وقتك، ووقتنا، لو قمنا بتفنيد الأكاذيب، التى تتضمنها تقارير تستند إلى مزاعم مرسلة أو شهادات لمجهولين، اعتاد على فبركتها الإخوانى عمرو مجدى، وزميلته فى الجماعة والمنظمة سلمى أشرف. كما أن كينيث روث، مديرها التنفيذى، تم ضبطه، مرات كثيرة، متلبسًا بفبركة صور، بنى عليها إدانات واستنكارات.
هنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن روبرت برنشتاين، أحد مؤسسى تلك المنظمة، شارك جاريد كوهين، وديفيد كييز، الناشط الحقوقى الأمريكى الإسرائيلى، فى تأسيس منظمة «تحالف حركات الشباب»، تحت رعاية وتمويل الخارجية الأمريكية. وقبلها قام الثلاثى بتأسيس منظمة «منشقو الإنترنت»، التى اتضح لاحقًا أنها مجرد واجهة لوحدة مراقبة وسائل الإعلام الجماهيرى فى المخابرات الخارجية الإسرائيلية «الموساد»، وكانت إحدى منصات تمويل مجموعات سياسية وإعلامية معارضة، مع عدد آخر من مؤسسات التمويل التى يديرها «الموساد» بشكل مباشر أو عبر وسطاء. وقد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، اختار «كييز»، فى مارس ٢٠١٦، متحدثًا رسميًا باسمه لوسائل الإعلام الخارجية.
هل تشككت فى وصفنا لـ«باحث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» فى «هيومن ريتس ووتش»، بأنه إخوانى؟! لو حدث ذلك، أى لو تشككت، يمكنك الرجوع إلى عدد سبتمبر أكتوبر ٢٠١١ من مجلة «فورين أفيرز»، وستجد مقالًا عنوانه «جماعة الإخوان غير القابلة للكسر: آفاق قاتمة لمصر الليبرالية»، كتب فيه إريك تريجر، الباحث فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن المدعو «عمرو مجدى» قال له إنه انضم إلى الجماعة أثناء سنته الأولى بطب القاهرة.
تقارير تلك المنظمة المشبوهة، الخاصة بمصر، كما أشرنا، يفبركها هذا الـ«عمرو» وزميلته بالمنظمة سلمى أشرف، ابنة القيادى الإخوانى أشرف عبدالغفار، الهارب حاليًا فى لندن، الذى كان أمين عام مساعد نقابة أطباء مصر، وتم سجنه فى قضية التنظيم الدولى للإخوان، وأفرج عنه المعزول محمد مرسى بعفو رئاسى، وقبل عملها بتلك المنظمة كانت تعمل بمنظمة «الكرامة»، التى أسسها الإرهابى القطرى عبدالرحمن النعيمى، التى أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب، بسبب تمويلها لتنظيم القاعدة. كما قامت دول الرباعى العربى الداعية لمكافحة الإرهاب: مصر، الإمارات، السعودية والبحرين بإدراج النعيمى على قائمة الإرهابيين.
.. وتبقى الإشارة إلى أن «قوى الشر»، قامت قبل غروب شمس الاستعمار القديم، بصناعة تنظيمات إرهابية، كجماعة الإخوان، وتفريعاتها، هدفها الأساسى إحداث اضطرابات وتوترات مستمرة فى دول المنطقة، حتى تضمن استمرار سيطرتها عليها واستنزاف ثرواتها. وتحقيقًا لهذا الهدف، وضعت فى خدمة تلك التنظيمات آلة دعائية، ومنظمات وهيئات، يعمل بعضها تحت ستار حقوق الإنسان، مثل منظمة «هيومن ريتس ووتش»، التى لم يكن غريبًا أن تطالب بقتل الإنسان، زاعمة أنها تدافع عن حقوقه!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف