دروس من زمن يوسف لعصر كورونا

شهد الاقتصاد العالمي قبل ثلاثة سنوات معدلات نمو غير مسبوقة، حتى بدأت آثار فيروس كورونا المدمرة منذ العام الماضي تطفو على السطح لتأكل الأخضر واليابس وتحول الانتعاش إلى ركود وكساد، ليصبح السؤال كيف يخرج العالم من هذه الأزمة ؟.

يزودنا التاريخ وتراث الحضارات والأمم السابقة بالخبرات التي يمكن أن تساعدنا على إيجاد الحلول والأفكار لإنقاذ الاقتصاد في زمن كورنا، فمثلا فى زمن النبي يوسف عليه السلام شهدت مصر أزمة اقتصادية عنيفة جسدها القرآن الكريم، يمكننا أن نستخلص منها الكثير من العبر والتعلم من حكمة يوسف عليه السلام التي أنقذت المصريين من الفناء.

لم يكتفى يوسف بتفسير حلم فرعون مصر بمجيء سبع سنوات من المطر والرخاء والازدهار ووفرة الإنتاج الزراعي، والتي أعقبتها سبع سنوات من الجدب والقحط، لكنه واجه الأزمة المتوقعة قبل مجيئها بسنوات بجهد وعرق وفكر اقتصادي لينقذ المصريين.

كانت الخطوة الأولى التي اتخذها يوسف باستثمار اقتصاد الدولة القوي حينها وأوصى المصريين بتخزين القمح للسبع سنوات العجاف التي تتبعها فجمع كميات هائلة منه، يقال إنها كانت مثل رمال البحر من غزارتها.

كانت وصيته للمصريين بالاقتصاد وعدم الإسراف والأفراط في الاستهلاك، وطالبهم بالادخار، وهو ما يجنبهم شر المستقبل ويحافظ على كرامتهم.
لماذا لا نتعلم من النبي يوسف أهمية الادخار؟ باستثمار ما لدينا من أموال، بوضعها بعيدًا عن أيدينا وسنظل قادرين البقاء على قيد الحياة، ومهما كانت مدخراتنا ضئيلة فعلى المدى الطويل سوف تنمو ،ففي زمن الأوبئة لا يزال بإمكاننا ترك القليل للطوارئ والأيام الصعبة الحالية.

نبيل السجينى
Nabil.segini@gmail.com