د. نبيل السجينى
نحو الحرية – الصدق والمصارحة أفضل استراتيجية لمواجهة كورونا
الصدق والمصارحة أفضل استراتيجية لمواجهة كورونا
كل يوم تعلن كل دول العالم عن عدد القتلى والمصابين بفيروس كورونا، لكن في ظل غياب الشفافية في بعض الدول تحاول إخفاء الأرقام الحقيقية، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج كارثية، أخطرها استهانة المواطن بالفيروس وإهماله في اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة.
وهذه الظاهرة ليست متفشية في دول العالم الثالث وحدها، لكنها منتشرة في أعتى الديمقراطيات، ففي الولايات المتحدة، التي تجاوزت فيها أعداد المصابين بكورونا 20 مليون حالة والوفيات إلى أكثر من 350 ألف، وهو أكبر رقم في العالم.
ويدور نقاش وسجال يومى بين الرئيس الأمريكي والسلطات الصحية فعندما أعلن الدكتور أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية أن أعداد الإصابة وصلت في بعض الأيام، إلى 300 ألف حالة، وثلاثة آلاف وفاة يوميا. كان رد دونالد ترامب أنها أرقام ووهمية "مبالغ فيها! " فما كان من فوسي أن رد عليه بعنف قائلا: عليك الذهاب إلى المستشفيات، ووحدات العناية المركزة والكنائس التي امتلأت بالجثث والجنازات لتتأكد بنفسك من أنها أعداد حقيقية وأشخاص حقيقيون ووفيات حقيقية.
وإذا كنا في الماضي نعجز عن حصر أرقام من لقوا حتفهم في الأوبئة بدقة، مثل وباء الإنفلونزا الإسبانية التي حدثت عام 1918، حيث تفاوتت أعداد الوفيات بين 20 و100 مليون، ولكن في عصر الإنترنت فالأمور مختلفة وهناك معدلات وفيات تفضح أكاذيب بعض الدول أمام العالم والتاريخ.
إخفاء الحقيقة وازدراء الشفافية والعبث في الأعداد الفعلية للإصابة بكورونا ليس في صالح الدولة ولا المواطن.. الحقيقة لا يمكن إخفاءها ،والصدق والمصارحة أفضل استراتيجية لمواجهة انتشار كورونا.
نبيل السجينى
Nabil.segini@gmail.com