المصرى اليوم
طارق الشناوى
ملف صفوت الشريف سيزداد غموضًا!
من أكثر كتاب الصحافة المصرية، و(المصرى اليوم) تحديدًا، جرأة ونقاء وموضوعية منذ أن بدأ مشواره فى الثمانينيات حتى 2008، الكاتب الكبير مجدى مهنا، مجدى نموذج نادر للصحفى الذى يدرك الحد الأقصى لممارسة الحرية، كثيرًا ما انتقد أقوى الوزراء صفوت الشريف فى عز صولجانه، عندما شرع مجدى فى تقديم برنامجه (فى الممنوع) عبر قناة (دريم)، وهو عنوان بابه اليومى الذى انتقل به من جريدة (الوفد) إلى (المصرى اليوم)، كان صفوت الشريف من أوائل الذين استضافهم مجدى، ولم يضع أبدًا محاذير تمنعه من الغوص فى أعماق الأعماق، وسأله مباشرة (هل تكتب مذكراتك)؟ أجابه صفوت: من المستحيل، شعرت من طريقة نفى صفوت القاطعة، حيث أضاف أيضًا حركة يديه التى أكدت كلمته، أنه يقدم رسالة للجميع ممن تقاطعت حياتهم فى عشرات من التفاصيل معه، منذ أن كان مكلفا من صلاح نصر بتجنيد عدد من الفنانين ليصبحوا عيونًا للدولة على ما يجرى فى الداخل والخارج، حتى تواجده وزيرًا للإعلام، من (1982 إلى 2004) فهو صاحب مقولة (أنا آخر وزير إعلام)، جاء بعده بالمناسبة خمسة وزراء، ولكن ظل هو صاحب البصمة الأهم.
كثير من الحكايات عشعشت فى الذاكرة بمواقف لصفوت الشريف مع الفنانين لارتباطه بالميديا، وأيضًا قبلها فى الستينيات، هناك حكايات أكثر حساسية منها ما تناثر عن علاقته بسعاد حسنى، لعب الخيال دور البطولة فى قسط منها، فى محاولة تجنيد المخابرات لها وزادت مساحة الخيال بعد انتحارها فى لندن، البعض صدق لأنه يريد التصديق مثل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الذى أضاف الكثير من حكايات عن مذكرات سعاد التى كانت من المفروض بصدد نشرها.

ومن يعرف سعاد يدرك جيدًا أن أقصى ما يمكن أن تفعله فى الغربة هو أن تُسجل بصوتها رباعيات صلاح جاهين، وهو فقط ما أقدمت عليه لحساب إذاعة (بى بى سى).

صفوت خاض العديد من المعارك وظل صامدًا، وعندما تمت الإطاحة به، أو ما تصورنا أنه إطاحة، أحال موقعه الجديد بمجلس الشورى إلى بؤرة نشاط وصار متواجدًا بقوة فى الملعب، كثيرًا ما كنا نلاحظ الضربات المتبادلة بين وزارتى الإعلام والثقافة والهدف الأول هو أن تصل رسالة كل منهما للرئيس بأنه الأحرص على تسويق إنجازات الدولة، صفوت كان يعرف أكثر مفتاح مبارك، وهكذا كان يقدم أوبريت أكتوبر، ويتوقف كثيرًا أمام الضربة الجوية، ومباشرة يعلنها لكل المشاركين نريد أن يسعد العريس، بينما فاروق حسنى كان أيضا لديه أسلحته فى البقاء وبين الحين والآخر كان يتبادل مع صفوت الضربة بضربة.

دائمًا كانت تلاحق صفوت الشائعات منذ دوره بالإطاحة بمرسى سعد الدين، الشقيق الأكبر لبليغ حمدى، والذى كثيرا ما كان يُنكر فى تصريحاته المعلنة أن صفوت لعب دورا ليعتلى كرسى هيئة الاستعلامات بدلا منه، ثم يتولى مباشرة وزارة الإعلام فى بداية زمن مبارك، لا يستطيع منصف إنكار ما أنجزه مثل مدينة الإنتاج الإعلامى، كما أنه زاد قنوات وساعات الإرسال، إلا أن الخطأ الرئيسى أنه اهتم بالزيادة الأفقية وليس العمودية، وهو ما يعانى منه الإعلام المصرى، الذى تباهى بمضاعفة ساعات الإرسال مئات المرات، بينما التأثير والانتشار فى زمن الفضائيات لم يكن أبدًا لصالحه، بل تلك الزيادة العددية المفرطة هى سر المأزق الذى يعيش فيه إعلام (ماسبيرو)، حقا له ما له وعليه ما عليه، حتى لو كان اللى عليه أكثر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف