المصرى اليوم
نجاد البرعى
اليوم رئيس جديد لأمريكا
ما هى دروس ما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية؟
الدرس الأول: أن الديمقراطية لا يمكن أن تتم حمايتها إلا من خلال مؤسسات سياسية منتخبة انتخابًا حرًا ونزيهًا. رغم الخلاف بين الحزبين الكبيرين فى مجلسى النواب والشيوخ، إلا أن الجميع اتفق على القواعد الديمقراطية التى ستتم مراعاتها، انظروا إلى موقف مايكل بنس، نائب الرئيس الأمريكى، الذى أعلن أن ولاءه للدستور وقسمه الذى أقسمه وشارك فى إعلان فوز بايدن.

الدرس الثانى: أن السلطة القضائية المستقلة هى القادرة على وضع حد لأى خلاف حتى لو كان ذا طبيعة سياسية. لجأ ترامب إلى المحاكم التى نظرت دعاواه ورفضتها. ميل السلطة القضائية أو ممالأتها للحاكم والحكومة كان يمكن أن يطيح بالولايات المتحدة الأمريكية ككيان.. تصوروا لو أن المحاكم هناك قررت أن تنافق ترامب وفصيله لأنه الرئيس مثلا، ماذا كان يمكن أن يحدث؟

الدرس الثالث: أن الإعلام النزيه هو القادر على تقديم الحقيقة إلى المواطنين.. تصوروا لو أن الولايات المتحدة لم تكن تتمتع بهذا التنوع الكبير فى وسائل الإعلام والصحفيين المحترمين المحترفين. هل كان المواطنون فى الولايات المتحدة وحول العالم سيعرفون أى شىء عما يجرى؟ هل كان يمكن أن يذاع تسريب خطير قد يؤدى إلى محاكمة ترامب لمحاولته الضغط على سكرتير ولاية جورجيا لقلب النتيجة لصالحه؟

الدرس الرابع: أن القوات المسلحة الأمريكية رفضت أى محاولة للزج بها لتكون طرفًا فى خلاف سياسى.. كل وزراء الدفاع الأمريكيين الباقين على قيد الحياة أصدروا بيانًا واضحًا بأن العملية الانتخابية انتهت ولا علاقة للقوات المسلحة بها. رئيس الأركان المشتركة أعلن أنه لا علاقة للقوات المسلحة بأى صراع انتخابى.

الدرس الأخير: أنه مهما وصلت إليه الشعوب من تقدم فكرى أو سياسى سيبقى هناك دهماء يمكن لأى مجنون استخدامهم والتلاعب بهم، ولكن هؤلاء سيتم قمعهم بشكل عادل وديمقراطى، ولن نسمع أنه جرى اعتقالهم بسرعة أو لمدد طويلة، ولكن سيتم تقييم موقف كل شخص على حدة وإحالته إلى القضاء وبسرعة ليتلقى جزاءه إن كان مدانًا، أو تتم تبرئته إن لم يكن قد ارتكب ما جرى اتهامه بارتكابه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف