الجمهورية
فهمى عنبة
كلام بحب .. " قلبى انخلع ..على شباب انخدع " !!
في 25 يناير 2011 عاش ‎الشباب ومعهم كل المصريين في حلم جميل .. خرجوا إلي الميادين يريدون تغيير النظام الذي أصاب الشيب قياداته بعد أن ظلوا 30 عاما علي كراسيهم .. ولم يدر الشباب و البسطاء ان هناك من يستغل حماسهم وعفويتهم وطهارة قلوبهم ليجعلهم «الدروع البشرية» للزحف نحو هدم البلد وليس تغيير النظام

هؤلاء الذين خدعتهم جماعات وعملاء من الداخل وأجهزة مخابرات ودول من الخارج استغلوا «براءتهم الثورية».. ولم يجدوا من يأخذ بأيديهم ويشير إليهم إلـي الطريق الصحيح بعد نجاح ثورتهم حيث خذلتهم «النخبة» التي فسدت وباعتهم لأهل الشر وقبضوا الثمن رخيصا.. وكانت النتيجة ان تاه الشباب وصحا من حلمه علي كابوس .. وكاد الوطن يضيع لولا عناية الله الذي أنقذ مصر في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان بعد أن استيقظ الشعب وانتبه للمؤامرة .. فتصدي لها بتكاتفه والتفافه حول جيشه .. لتظل مصر « المحروسة » بعناية الله وكل من يدخلها له الأمـان بنص الـقـرآن .. علي لسان نبي الله يوسف عليه السلام الذي قال : " ادخلوا مصر
إن شاء الله آمنين "

الشباب الـذيـن خـرجـوا فـي يناير 2011 حالمين بمصر جــديــدة .. ثـم تبينوا انهم مخدعون .. علينا ألا نترك الـيـأس يتسرب إليهم فيشعرون ان ثورتهم ضاعت هباء.. وليعلموا انهم كانوا الشعلة التي أضـاءت للشعب الــذي صدقهم فسار معهم وبذل الكثير من التضحيات .. وأصر بجميع فئاته علي العمل والبناء والتنمية حتي أصبحت " مصر على الطريق "

‎لكل أبناء الوطن .. للشعب وشبابه .. للجيش والشرطة .. نكتب طــوال هـذه الـسـنـوات .. لا تـصـدقـوا مــن خــدعــوكــم .. اسـتـمـروا علي براءتكم وإيمانكم بالله وبوطنكم .. وثقوا في أنفسكم وفي شعبكم وقيادتكم .. فأنتم الأمل .. وأنتم المستقبل
.. إليكم هذه الكلمات

يا مصر قلبى اتوجع
على كل بنت وجدع
رسموا العلم ع الوشوش
شالوا الوطن ف القلوب
سابوا الحوارى والعشوش
اتجمعوا من كل الدروب
اتواعدوا ف التحرير وميادين البلد
من بحرى للصعيد..الغضب اتولد
من ١٠ سنين سمع العالم
صرخة شعب انتفض
ولادة نادوا إرحل إرحل إرحل
صدى نداهم هز الجبل
أيام ونالوا الغرض
كتبوا تاريخ للبلد
آه لو عرفوا المستخبى
ورا ملاعين خاينين
نخبة فاسدة وعدو مخفى
ولعب باسم الدين
باعوهم وقبضوا التمن
قتلوا أمل ملايين
اتارى الشباب يا ولداه
سرقوا حلمة .. تاه .. وانخدع
عرفتوا ليه قلبى اتوجع
على كل بنت وجدع
نزلوا ع التحرير وطالبوا بالتغيير
ولماالفجرلاح.وانكشف كل من خدع قلبى انشرح .. الفرحة رجعت والفساد انقلع

•• كل عيد ثورة ومصر وشبابها
وشرطتها وجيشها بألف خير .

******
‎شاعر .. مفكر .. فارس .. وحكيم بدرجة مستشار !!

‎فـــارس فــي زمـــن عــز فـيـه الـنـبـلاء .. فيلسوف تنساب الحكمة من فمه .. مفكر له رؤيـة ثاقبة ونظرة فاحصة.. خبير في القانون ينحاز للعدالة ويحكم بالحق وكأنه يقيس القضايا بميزان الذهب حتي لا تميل احدي الكفتين بالهوي .. هو مستشار تعرفه ساحات المحاكم .. وكاتب تقرأ مقالاته في العديد من الصحف .. وأديب يمتلك ناصية اللغة.. وشاعر مرهف الحس كلماته تجعلك تبحر فـي مـوج الحب وكأنها نغمات علي ‎قيثار حزين مثل العناوين التى اختارها لدواوين اشعارة

‎نــادراً ما تجد انسانا يجمع نبل الأخـلاق والرومانسية مع العقلانية والحكمة والثقافة إلي جانب الكفاءة في مهنة تحتاج إلـي وقار وحسن التعامل مع عتاة المجرمين وتجار المـــخـــدرات .. ولكنك لـن تتعجب إذا كنا نتحدث عـن المستشار الجليل محمد خليل ذلك الأديب الشاعر الكاتب الذي يتميز بالرقة والضمير الحي والصدق في كل ما يفعله لانه يتعامل مع الأشخاص علي أنهم بشر.. سواء كانوا من الأصدقاء أو القراء أو حتي اللصوص والقتلة .. كما انه ليس من المستغرب ان يكون قاضياً ويقرض الشعر فمن المفترض ان خريجى الحقوق يجيدون اللغة العربية وقواعدها كما كان الرعيل الأول والأجيال السابقة من القضاة والمحامين أمثال مكرم عبيد والسنهورى ومحمود القاضى وممتاز نصار وغيرهم .. قبل ان نشاهد على شاشات التلفزيون من يُخطئ فى قواعد النحو .. ولكن المستشار خليل لم يكن ضليعاً فى اللغة وقواعدها فقط ولكنه يجيد التعبير بكلمات شاعرية لدرجة ان ما يكتبة من نثر يتميز باسلوب أدبى رقيق

‎ تشعر بالود في كلامه مع الآخرين .. لا يهم من يُحدثه هل هو عامل بوفيه أو حاجب المحكمة أو صديق أو رئيسة فى العمل أو متهم يحقق معه أو يحكم في قضيته .. فهو مهموم بالإنسان ومشاكله فى اى وقت واى مكان .. عاشق لوطنه و لامته و لاسلامه ويمكنك ان تلحظ ذلــك فـي كـل كتاباته ومقالاته سواء في جريدة «الجمهورية» أو «حريتي» أو «عقيدتي» أو حتي إصـدارات المؤسسات الصحفية خارج دار التحرير

‎كـــان المـسـتـشـار مـحـمـد خـلـيـل كــنــزاً من المعلومات فـي مختلف المــجــالات .. والأهـم ان لديه الكثير من الحكايات والـروايـات والأســــرار.. لكنه لـم يشأ ان يجمعها في كتاب لانه من نبل أخلاقه يخشي ان يجرح مشاعر انسان أو يفضح أحد حتي لو كان هذا الإنسان مخطئا ومتهما ثبتت إدانته أو مسئولاً نظر قضيته.. فشرف المهنة وكرامة الإنسان عنده أهم من كسب اعجاب الناس أو الفوز بالمال والشهرة

‎عندما نصل إلي خريف العمر.. يتساقط منا الأحبة والأصدقاء ورفقاء المشوار كأوراق الشجر.. وكل يوم نودع أحدهم ونظل ننتظر دورنـا في الموعد الـذي حـدده الله لنا.. و نعلم مـن منا سيكون الــقــادم .. ومــع هذا اليقين فالفراق يكون صعبا.. والمفاجأة حين نتلقي الخبر تكون أصعب .. لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا.. و لا حول و لا قوة إلا بالله

‎اتصل بي الاسبوع الماضي الكاتب الكبير الاستاذ محمد جبريل وقال لي «البقاء لله».. قلت «فـي مـــن»؟!.. قـال «المستشار محمد خليل».. كانت الصدمة كبيرة .. لكنها إرادة الله .. فقد رحل ابن طنطا عاشق شيخ العرب السيد البدوي وأحـد رجـال القضاء الذين نفخر بهم في كل المواقع التي شغلها سواء بمحكمة جنايات الأسكندرية وأمن الدولة العليا أو كرئيس لمحكمة الإستئناف .. وفقدت «الجمهورية» كاتباً واعياً .. وافتقد عشاق الرومانسية لشاعر مرهف الحس .. وخسرت البشرية انسانا مهموم بقضايا الناس

‎رحم الله صديقنا القاضي المفكر
‎الـكاتب الشـاعـر المستشار محمد خليل وألـــهـــم أولاده وأســـرتـــه وكـل محبيه الصبر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف