الجمهورية
مجاهد خلف
إلى الأمام .. آخر صرعة..عروسة ايجار جديد!!
سألوني عن افضل الحلول لأزمة الطلاق المتفاقمة والمتصاعدة في المجتمع والتي تجاوزت حدود اللامعقول؟

قلت بلا تردد:المواجهة الحقيقية لمشكلات الطلاق لن تكون إلا من خلال بوابة ملكية ربما تكون الوحيدة وهي إصلاح الزواج اولا ووضع حد لفوضى الزواج والنأي به عن أن يكون مجرد لعبة أو نزوة أو صفقة تجارية أوعملية استعراض وفرد عضلات بهلوانية في امور الزواج منها براء ومسائل لاعلاقة لها بالبحث عن الاستقرار وتحقيق الوفاق والسلام والأمن الاجتماعي والدفء العائلي وجلب السكينة وتأكيد أواصر المودة والرحمة.

جبال الفوضى في الزواج تتطاول كل يوم وتضع المزيد والمزيد من العوائق والعراقيل التى لا تسمح لسفينة الحياة الزوجية أن تمر وتواصل طريقها المنشود اذ سرعان ما تتحطم القلوع وتهرب المجاديف وتضيع الدفة وتخرج الأمور عن السيطرة ويصطدم الجميع حتما بخوازيق الطلاق المحتوم.

دعونا نصارح أنفسنا ونعترف بالواقع مهما كانت المرارة إذا أردنا إصلاحا.هل نبالغ إذا قلنا إن نسبة كبيرة من الزيجات تتم بين شباب ليسوا اهلا للزواج وغير قادرين حتى على أعبائه بدءا من إعداد وتجهيز مسكن الزوجية ثم في اختيار شريكة الحياة المناسبة ثم الإنفاق على متطلبات المعيشة من ماكل ومشرب وكساء ودواء وتعليم وخلافه.

الزواج أصبح أزمة حقيقية موجعة في كل الطبقات سواء الأغنياء أو الطبقات الوسطى والفقيرة وللاسف يدفع الجميع ضرائب باهظة في كل فئة لانه يتم تحميل الزواج كل أمراض الطبقة وتطلعاتها وما تتصوره وتتوهمه لائقا بمكانتها الاجتماعية وبما لا يسمح بشماتة طنط ظاظا وكل فئة لها ظاظاتها المخصوصة!

كثير من الزيجات تتم رغم التحذيرات من أطراف عديدة ومن أنه لا يوجد توافق أو أن الكفاءة الاجتماعية وغيرها غير متحققة فتواجه بالرد المريب..أنها رغبة الاولاد..الاولاد بيحبوا بعض! وهنا مربط الفرس كما يقولون فقد حولوا الزواج الى لعبة او الى مجرد شيء يرغب الولد او البنت في الحصول عليه كما لو كان يشتري لعبة او موبايل وبعد فترة يستغني عنه ويشتري لعبة جديدة!

الأمر يطرح العديد من الأسئلة القلقة والحرجة منها:هل قمنا فعلا بتعليم الأبناء الحب الحقيقي السوي ام تركناهم نهبا لسيطرة الرغبات الشريرة والنزوات الشيطانية تلعب بهم حتى مزقتهم كل ممزق وتوهموا انهم "حبيبة" وكل منهم عنتر وعبلة حتى ولو بدون سيف وان هذا الحب لابد من تتويجه بالزواج مهما كانت التحديات ولن يقف أحد في طريقه!لابد من الاعتراف أن جريمة إفساد الحب أو الحب الفاسد يشارك في صنعها أطراف عديدة مسئولة..الآباء والأمهات الإعلام السينما والدراما عموما ووسائل التنشئة المتعددة وغيرها.

سؤال آخر أكثر أهمية هل ما يحدث من لعب ومجون على وسائل التواصل الاجتماعي بين الفتيان والفتيات- في غفلة من الاباء اوباهمالهم وطناشهم احيانا- له علاقة بالحب الحقيقي هل بقاء الشاب والفتاة اونلاين ليل نهار يعني أنهم في حالة حب؟هل حافظت وسائل التواصل على ما للحب من قدسية وصانت له كرامته؟ والاجابة عن الأسئلة يفضح أكثر مما يكشف ويعري أكثر مما يستر.

سألت مجموعة من الشباب في جامعة القاهرة مباشرة هذه الأسئلة في إحدى الندوات فأجابوا بالإجماع أن ما يحدث على النت لا علاقة له بالحب وأنها مجرد تسلية وملء الفراغ.وأنه عند الزواج سيكون اختيارهم شيء آخر.

ادهشتني إجابة الفتيات ودرجة الوعي لديهن رغم الجرأة في الاعتراف بالحالة العبثية اونلاين.وهذه الوسائل بالفعل علمت الكثيرين الجرأة واسقطت معالم الادب وجرحت الحياء وشوهته بل إنها ضربته في مقتل.

المشكلة الحقيقية أن حبيبة الفيس الغارقون في "شاته وشتاته" عندما يواجهون الواقع ومع اول لفحات الحياة تصدمهم لافتة مهمة لكنهم لا يريدون رؤيتها ولا يحبون وهي "نأسف لقد نفد رصيدكم..اللعبة انتهت"جيم اذ اوفر!

يحدث أن يقع الزواج بأي طريقة ورغم ما يحمله المجتمع من أعباء إضافية فوق قدرة الشباب والأسر عموما غنيها وفقيرها ثم يفاجأ الجميع بالطلاق باسرع ما يكون ربما بعد شهور وفي الأغلب بعد سنة جدباء وتصل نسبة الطلاق إلى ما يقرب من الخمسين بالمائة وفق إحصاءات رسمية للجهاز المركزي ويجلس الجميع يندب الحظ العاثر.

يحاول البعض بحثا عن حل خارج إطار الشريعة الغراء التي هجروها وتمردوا على قواعدها واسسها في تنظيم العلاقات وتحقيق الزواج الآمن المستقر السكن المودة والرحمة ولكن هيهات.

آخر الافتكاسات ما يتردد عن زواج التجربة وجعل أقل مدة للتفكير في الطلاق ثلاث سنوات مما أثار موجات غاضبة وساخرة عن زواج مؤقت ومتعة وزوجة للايجار وغير ذلك.

يبدو أنهم يحلمون بربط الزواج بالشقة رغم فشل مشروع الشقة من حق الزوجة مع وجود الطالق والمطلوق تحت سقف واحد بحجج واهية ولعبة شقة الحضانة وشقة الزوجية وفشلها في تحسين الأوضاع وزيادة الآلام.الان تستعد الساحة لمرحلة جديدة من النيران.. زوجة ايجار جديد ثلاث سنوات تحت شعار عبثي التجربة!

هناك فئة مغرمة بالتجريب في المجتمع وتحاول تطبيقه على كل مناحي الحياة.بالفعل كان الفن أحد المجالات الخصبة للعبة التجريب وشاهدنا التجريب في المسرح وما قرب اليها من عمل. والنتيجة كما تعلمون وحال الفن لا يخفى على أحد انتهى الأمر إلى التجريد بالديد وليس بالبيب.

ثم انتقل الفيروس إلى التعليم وتم تخصيص قطاع كبير أسموه التجريبيات والحمد لله يلفظ أنفاسه الأخيرة وربما يتم تشييعه بعد المأساة التى خلفها في الكي جي هات واخواتها.

وايضا لا يخفى الحال على أحد وهوفي طريقه الى الديد أيضا وهنا أشد خطراً لان التجريد يعبث في معالم التكوين وركائز الشخصية المصرية وهويتها.

الدور على الزواج وكنت احسب ان الامر مجرد مزحة أو طرفة من حالة الهلس والتهييس التى تملأ الفضاء الإلكتروني المرعب واذا به حقيقة لا خيالا ووصل المشروع إلى دارالإفتاء التى لم تتعجل الأمر وشكلت لجانا للفحص والتمحيص كما جاء على لسان د.ابراهيم نجم مستشار فضيلة المفتي.

لا أخفيكم الشعور بالصدمة والذهول..زواج تجربة ومن يقبل على عرضه مهما كانت حالة المجون..لا حديث عن طلاق فيه قبل مرور ثلاث سنوات وقائمة طويلة عريضة من الشروط الكفيلة بإقامة حرب أهلية بين الرجل والمرأة ليس فقط فيما يتعلق بالذمة المالية المستقلة لكل من الزوج والزوجة ولكن في تفاصيل الحياة الخاصة والعلاقات مع الآباء والأمهات والحموات والزيارات العائلية والصداقات والاصحاب واحقية تفتيش الموبايلات والاطلاع على الرسائل وما إلى ذلك من شروط مسجلة في عقد مدني ملحق بقسيمة الزواج!

يا سادة الزواج رباط مقدس وميثاق غليظ احاطته الشريعة الغراء بسياج متقن يضمن تحقيق المقاصد الشرعية ويرسخ لقواعد الامان والاستقرار المحاط بالود والسكينة والرحمة بما يضمن مجتمعا سليما معافى.وهو ليس حقل تجارب ولا مسرح عبث ولا صرخة موضة شرقية أو غربيةلا مجال فيه للتجريب وممارسة التخريب بخزعبلات وافكار ما أنزل الله بها من سلطان.

افيقوا يرحمكم الله فالحلال بين والحرام بين..انهم يهينون المرأة من حيث يتوهمون انهم يكرمونها ولا حول ولا قوة الا بالله..

والله المستعان ..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف