الرياض
إبراهيم العمار
مرُوج..التنافر الفكري
المصارعة الحرة، كم عشقتها في صغري!

كانت عالما ممتعا مليئا بالشخصيات الزاهية الممتعة، كأنهم شخصيات أفلام في أحجامهم وأشكالهم وتصرفاتهم، مثل «هولك هوغان» و»ألتميت ووريور» و»تيتو سانتانا» و»بريت هارت» و»أندرتيكر» وغيرهم، وكنت مصدقا أنها حقيقية بالكامل، إلا أن البعض كان يصفها أنها تمثيل، وهي كلمة أغاظتني، لكن لم أستطع أن أكذبها بالكامل، فكنت أرى بعض الأمور التي تجعلني أظن أنها ليست حقيقية تماما غير أني كنت أكبتها بعنف وأُغلّب التصديق، لكن لا يجتمع الاثنان. التصديق والتكذيب متضادان، لا يمكن التوفيق بينهما، لا تقدر أن تعتقد أن اليمين يمكن أن تكون يسارا أو يكون السائل صلبا في نفس الوقت.

ولكن ماذا تفعل لو اضطررت لذلك؟ يحصل ما يسمى «التنافر الفكري».

يعني المصطلح أن تحمل في رأسك فكرتين متناقضتين، لا تستطيع أن تتخلى عن إحداهما، وهذا الجمع بين المتضادات يصنع داخلك ضغطا نفسيا.. ماذا تفعل إذاً؟ ستوازن بينهما قدر الاستطاعة، وهذا ما ينتج أشياء غريبة أو مستنكرة، في حالتي فقد كنت أتجاهل المشككات، أو أركز على ما يدعم رأيي كما بالأدنى. نفس المبدأ يفعله كل الناس وليس الأطفال فقط، فبعض الطوائف الدينية لها معتقدات بالغة الغرابة لا يقبلها العقل، لكن يضع إيمانه كله فيها، وإذا واجه صخرة عقلية فتتها بأن يقول: لا شك أن هناك تبريرا لا أعرفه، التنافر الفكري يجعلك تسوغ كثيرا.

من يدخن ويسمع عن أضرار التدخين يفعلها، تحديداً عن طريق أسلوب خفض القيمة، فيهوّن من أخبار الأخطار ويخفض قيمتها، وقد يقول: لا أدخن كثيرا، انظر إلى فلان هو أسوأ مني بكثير وأكثر تدخينا، هكذا يخفف وطأة الأبحاث المقلقة في نفسه، وربما يستخدم أسلوب موازنة السلبيات والإيجابيات، فيبتكر ويصنع إيجابيات ليوازن السلبيات، فيقول: «هو ضار، صحيح، لكنه يحسن مزاجي، ما يجعلني مبدعا ولطيفا ومنتجا»، لكن أفضل طريقة لإزاحة الضغط الآتي من التنافر الفكري هي تغيير السلوك، فيتوقف عن التدخين أو يقلله تدريجيا حتى يقطعه، فهنا يختفي التنافر تماما ويرتاح فكريا وجسديا..

ماذا فعلتَ من أوجه التنافر الفكري هذا الأسبوع يا ترى؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف