الجمهورية
حسين مرسى
بايدن لن يأتي بالورود ..
تفجير انتحاري في بغداد أسفر عن سقوط عشرات القتلى والضحايا من الأبرياء من الإخوة العراقيين .. الكارثة أن يبقى العراق على ما هو عليه وأن يتحول إلى شبه دولة يتحكم فيها عناصر خارجية متآمرة تهدف أولا وأخيرا لتفتيت الدولة القوية – أو التي كانت قوية - إلى كانتونات صغيرة لا تقوى على الوقوف ضد إرادة المتآمرين أو حتى مجرد التفكير في ذلك .

ويذكر أن هذا التفجير هو الأول في عهد بايدن في أول يوم له في الحكم .. وهي إشارة قوية لمن يرددون شعارات واهية رددوها من قبل حينما تولى أوباما الحكم وكان أن حضر إلى مصر وألقى خطابا ناريا في جامعة القاهرة خدع به جميع المصريين والعرب حتى اعتقدوا أنه جاء مخلصا لهم من الهيمنة الأمريكية ولكنه كان على العكس المحرك الرئيسي لمخطط إسقاط وتقسيم الدول العربية والقضاء على دول كبرى حتى لايكون هناك أي دولة قوية أو جيش قوي يهدد أمن وسلامة إسرائيل ..

فاجأ أوباما الجميع – وإن كان لم يفاجئني – بأنه تحالف مع الإخوان في كل مكان بالعالم تمهيدا لتمكينهم من الحكم في الدول العربية .. وبالطبع كانت هيلاري كلينتون رأس الأفعى التي تحاول مجددا العودة مع الأخ بايدن .. وحدث ما حدث من وهم أسموه الربيع العربي وهو في حقيقته الربيع العبري الذي يهدف لأسقاط كل الأنظمة وتمكين الإخوان تمهيدا لهدم المنطقة العربية بكاملها ..

سقطت الدول الكبرى والجيوش واحدا تلو الآخر .. وكان العراق أول الدول التي حرص المتآمرون على إسقاطها بحرب طويلة مع إيران ثم بدفع صدام لدخول الكويت ثم القضاء على الجيش العراقي حتى تحول العراق إلى صراعات داخلية طائفية وصلت به إلى ما هو عليه الآن .. وليبيا التي أرادوا أن يجعلوها تقطة انطلاق لضرب مصر فدخلت في الأخرى في دوامة الحرب الأهلية ولم تخرج منها حتى الآن .. وسوريا التي دخلت أتون الحرب ولك تخرج منه إلا بخراب ودمار شامل .. واليمن الذي لم يعد سعيدا وأصبح الآن مقسما كما أرادت توكل كرمان ..

وكانت مصر ضمن المخطط عندما حاولوا تنفيذ المؤامرة بدهاء شديد وبأيدي عملاء لهم بالداخل .. عاشوا دور الثوار ليخرجوا علينا بمؤامرة 25 يناير التي كادت أن تنجح لولا رجال وهبوا أنفسهم لخدمة الوطن .. منهم من مات ومنهم من أصيب .. وحوش الجيش والشرطة الذين قاموا بالدور الأكبر في المواجهة التي انتهت لصالح الوطن وفشل مخطط إسقاط الدولة المصرية ومرت مصر من مؤامرة الخيانة لتدخل في معركة التطوير والبناء .. رغم استمرار المؤامرة ضد مصر تحديدا .

انتهت ولاية أوباما وجاء البلطجي ترامب وتكرر نفس الشئ بالتهليل له واستقباله بالورود على أنه المخلص والمنقذ للعرب .. وكالعادة أيضا ظهرت البشائر مبكرا وظهر الوجه الحقيقي لترامب الذي استولى بالقوة على مليارات الدولارات من العرب كحق مكتسب نظير الدفاع عن السعودية و الخليج مقابل الحماية ومقابل نزول الجيش للعراق والحرب هناك وتحرير الكويت التي لم يشترك فيها الأمريكان بجندي مقاتل على الأرض وكان للجيش المصري فيها الفضل الأكبر .. ثم يفاجئ ترامب العالم بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل مع رد فعل سلبي من كل الدول العربية ومن كل العالم كالمعتاد ..

والآن يهلل البعض لبايدن على أنه سيكون صاحب رؤية جديدة وسيكون المنقذ للمنطقة من عبث ترامب وعصابته ..

ولا تنسوا أن بايدن سيعمل من الآن على نظريات حقوق الإنسان التي بدأت بشائرها تحل علينا من جديد في مصر وبالتالي سيظهر الأتباع والعملاء والنشطاء بعد أن يمنح الرئيس المنقذ جماعة الإخوان قبلة الحياة من جديد ..

والبداية كما ذكرنا كانت حادث التفجير في بغداد منذ أيام .. فانتظروا مزيدا من الأعمال الإرهابية ومزيدا من الدعم للجماعات الإرهابية والعناصر المتطرفة في عصر بايدن .. وتعلموا إلا تضعوا أمالكم في رئيس أمريكي أبدا .. فأمريكا لها سياسة ثابتة لاتتغير بتغيير الرؤساء وأعتقد أن الجميع يعلم ذلك لكننا في كل مرة نراهن على القادم لنصطدم بالواقع .. فانتظروا القادم .. والقادم سيكون الأسوأ لو لم ننتبه واعلموا أن بايدن لن يأتيكم بالورود .. فانتبهوا .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف