خصصت قناة روتانا كلاسيك يوم الثلاثاء أسبوعيا على مدار الشهر الجارى لعرض أفلام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فى الإحتفال بالذكرى الخامسة لرحيلها يوم 17 يناير حيث توفت فى عام 2015 , وقد تم اختيار ( الطريق المسدود , إمبراطورية ميم , الباب المفتوح ودعاء الكروان ) الذى ذكرت فاتن فى حديثها للمذيعة الراحلة أمانى ناشد فى برنامجها ( سهرة مع فنان ) عام 1963 وعرضته مؤخرا قناة ماسبيرو زمان أن دور آمنة هو أكثر أدوارها المحببة إلى نفسها ..

والملاحظ فى ثلاثة من الأفلام المختارة أن فارس السينما المصرية ( أحمد مظهر ) هو النجم الذى شاركها البطولة , ففى الطريق المسدود كان المؤلف ( فؤاد حلمى ) الذى يعيش حياة مناقضة لما يكتبه فى رواياته ومتحررا من الفضيلة والمبادىء , ولكن تقع فى حبه ( فايزة ) بعد قراءتها لمؤلفاته وتقرر بعد حصولها على دبلوم المعلمين التدريس فى مدرسة بإحدى القرى فى محافظة بالدلتا والعيش بعيدا عن أمها وشقيقتيها اللاتى فتحن بيتهن لحفلات اللهو والعبث وصداقة الرجال , وتحاول العيش فى المجتمع الجديد على القيم والمبادىء ولكنها تلقى معاناة من أطماع الرجال فيها والإتهامات الباطلة وتآمر زميلاتها عليها بعد تحويلها للتحقيق , فتستقيل من العمل وتعود إلى أمها , ولكن يقف بجانبها المؤلف ويتوسط لدى وزير التربية والتعليم ويتم فتح التحقيق مرة أخرى فيما نسب إليها فى المدرسة فتظهر براءتها ويقرر أن يتزوجها بعد أن أحبها لطهارتها واختلافها عن شقيقتيها ..

أما فى ( إمبراطورية ميم ) فهو الصديق الحبيب ( أحمد ) الذى تبادله ( منى ) الحب وتتردد فى الزواج منه , وتدعوه إلى بيتها للقاء أولادها فيحضر الإنتخابات التى أجروها لإختيار بديل للأم لإدارة شئون الأسرة ولكنهم جميعا يختارونها , فينسحب أحمد من حياتها ولكنه يخبرها بأنه سيظل ينتظرها ..

وفى رائعة الدكتور طه حسين ( دعاء الكروان ) هو مهندس الرى الذى يعيش الملل فى حياة الريف ويغوى الخادمات ويعتدى على ( هنادى ) شقيقة ( آمنة ) فيقتلها الخال , ولكن تهرب آمنة من بيت أمها بعد مقتل أختها وتقرر العمل خادمة فى بيت المهندس لتنتقم منه وتقتله , ولكنه يحاول إغوائها والإعتداء عليها فتقاومه وترجوه أن يتركها فيطردها من بيته ثم يبحث عنها فى الصباح ويعيدها إلى بيته بعد أن أحبها ويطلبها للزواج فتصرح له بأنها شقيقة هنادى وأن زواجهما مستحيل , وقبل أن تغادر بيته تعترف بحبها له ثم يأتى الخال فى تلك اللحظة ليقتل آمنة معتقدا أنها قد أخطأت مثل هنادى ولكن يتلقى المهندس بدلا منها رصاص البندقية ويموت بين يديها ..

وقد مثل هذا الفيلم السينما المصرية في مهرجان برلين الدولي في نفس العام ( 1959 ) وحصلت فاتن عن دورها على جائزة الدولة كأفضل ممثلة وأحمد مظهرأفضل ممثل ، وزهرة العلا أفضل ممثلة مساعدة , ونال هنرى بركات جوائز الإخراج والإنتاج والسيناريو الذى اشترك فيه مع الأديب يوسف جوهر كاتب الحوار الذى راعى أن يناسب البيئة الريفية التى وقعت فيها الأحداث , لأن رواية عميد الأدب العربى كانت سردا لما جرى على لسان آمنة , وقد اختلفت النهاية فى الرواية عن القصة حيث تزوجت آمنة من مهندس الرى بينما فى الفيلم نال جزاءه بالقتل , وكان الدكتور طه حسين قد اعترض على نهاية الفيلم ولكنه بعد أن حضر عرضه الأول اقتنع بالنهاية السينمائية التى وضع صوته عليها مرددا مع الكروان جملته الشهيرة ( دعاء الكروان .. أترينه كان يرجّع صوته هذا الترجيع حين صرعت هنادى فى ذلك الفضاء العريض ؟ ) ..

والفارس أحمد مظهر لم تكن الأفلام السابقة هى فقط التى شارك فيها فاتن البطولة بل مثل أمامها عدة أفلام أخرى منها ( لن أعترف ) الذى قام فيه بدور ( أحمد ) الزوج الذى يتهم فى جريمة قتل الصراف فى الشركة التى يعمل بها , فتتجه شكوك زوجته نحوه وتذهب إلى من يهدد زوجها بإبلاغ البوليس عنه لتعطيه ما طلبه من أموال ولكن يسبقها إليه من يقتله , وتتهم أنها القاتلة ثم تتضح الحقيقة بأن القاتل هو شقيقها الذى يعترف فى النيابة بجريمته وتخرج أخته من محبسها وتعود إلى زوجها وإبنها ..

كما مثل مظهر فى ( الزوجة العذراء ) دور مجدى الرجل الثرى العاجز جنسيا الذى ينصحه طبيبه بعدم الزواج ولكنه يتزوج ( منى ) الشابة الجميلة التى التقى بها مصادفة وأحبها ولجأت إليه والدتها ليسدد ديونها بديلا عن البنك , وتعانى الزوجة من معاملته السيئة لها وعصبيته وشكوكه فى وجود علاقة بينها وبين صديقه الطبيب , ثم يصارحها بمرضه ويخيرها بين الطلاق أو الإستمرار معه فتقرر البقاء عطفا عليه , ثم يمرض ويحرم منى من ثروته ويتبرع بها والفيلا للجمعيات الخيرية وتقتله الأم طمعا فى أن ترثه إبنتها بعد وفاته ويتم إتهام الطبيب بقتله ..

ويعود أحمد فى ( طريق الأمل ) إلى شخصية الرجل المخادع ( عباس ) الذى يعتدى على ( سنية ) نظير مبلغ مائة جنيه كانت تحتاجها لتجرى عملية جراحية لوالدتها المريضة بالسرطان , ولكن تموت الأم وتلجأ إلى بيت الرذيلة الذى تملكه ( مدام سطوحى ) وهناك تلتقى مع الطيار ( حسين ) الذى يخرجها من قسم البوليس بعد مداهمته الشقة المشبوهة والقبض على سكانها ويأخذها لتعيش معه وزميله رفعت فى الإسكندرية لعدة أشهر لتدير شئون البيت الذى تطردها منه والدته حينما زارته والتقت بها فتعود مرة أخرى إلى صديقاتها فى الملهى , وتتعرف ( ليلى ) شقيقة حسين ـ زهرة العلا ـ على عباس ويوهمها بالحب ويأخذها إلى بيته بدعوى لقاء أمه ويحاول إغتصابها , ولكن تنقذها سنية فتقتله ومدام سطوحى التى تمثل دور الأم ..

وفى فيلم ( الليلة الأخيرة ) يمثل مظهر دور الطبيب النفسى ( مجدى ) صديق الأسرة الذى يساعد الزوجة ( نادية ) لإثبات شخصيتها الحقيقية بعد أن عادت إليها ذاكرتها التى فقدتها منذ خمسة عشر عام نتيجة للقنبلة التى وقعت على بيتها بالإسكندرية وهدمته وقتلت والدها وأختها وحرمتها من خطيبها صلاح وصارت زوجة لشاكر زوج أختها فوزية وأم لإبنتها , ويتمكن مجدى من إثبات أنها نادية ويموت شاكر فى حادث سيارة ..

كما مثل نفس الدور فى المسلسل التليفزيونى ( ضمير أبله حكمت ) الذى كان أول إطلالة لفاتن على المشاهدين فى المنازل بعد أن نالت فكرة أسامة أنور عكاشة إعجابها لحداثتها ولكونها عن التعليم ومشكلاته ولأن المخرجة كانت إنعام محمد على ..

رحم الله فاتن حمامة وأحمد مظهر النجمين اللذين أسعدت المشاهدين أفلامهما عبر سنوات طويلة فى الزمن الجميل .