كانت الصحافة مهنة البحث عن المتاعب وصاحبة الجلاله لا يعمل بها الاعاشق ولا يمتهنها الا مثقف عارف وعالم وملم بكل مايشغل العالم من احداث .. كانت الصحافة سبقا في الحصول علي خبر ربما يكون من بضع سطور ولكنه كان اذا مانشر تهتز فرائص وترتعد ابدان .. كانت المصداقيه غايه والصالح العام مرام .. كنا نكتب يدويا علي الورق ولكل صحفي ثمه تميزة عن غيره .. سالفنا كان الصحفي يحصل علي الخبر ويصوره وهو في سباق مع الوقت يستغل اي وسيله لتوصيل الانجاز الي المقر الرئيسي للصحيفه .. كنا نقوم بأعداد الرساله ونذهب الي محطة الاتوبيس لتسليمها للسائق ومعها الاكراميه ونتصل بالجريدة نبلغ اسم السائق وساعة التحرك والوصول ومحطه النهاية حيث تقوم الصحيفه ارسال مندوب لاستلام الرساله وصورها لتوصيلها لمدير التحرير .. كانت مشقه ومعاناة تجسد المعني بانها مهنه البحث عن المتاعب .. اما اليوم فالحال تبدل واصبحت المهنه بحق مهنه من لامهنه له وطغت التكنولوجه علي المجريات ولم يعد للعمل بها متعه ولا طعم ولا لون ولا رائحه
والصحافه اليوم هي صحافة الاستسهال والاستخفاف بالعقول ولم تعد مؤثرة في المجتمع كما كانت لان الصحفي لم يعد مؤهل للبحث عن السبق وكشف الحقيقه اصبحت صاحبة الجلاله وسيله للتربح والاسترزاق والنقل من المواقع دون تحري الدقه او اعمال العقل ولم تعد قيم المجتمع تعنيها لا من بعيد او قريب واصبحت اخبار الجنس والفضائح تتصدر صفحاتها دون وازع من ضمير او اداب مهنه … اصبحت الصحافه تميل للمجامله علي حساب كثير من القواعد ولعل ذلك ماجعل السواد الاعظم من القراء ينصرفون عنها لعدم ايمانهم بأنها ذات تأثير .. سابقا كان المسئول يعمل الف حساب للصحفي واليوم اصبح الصحفي يعمل مليون حساب للمسئول .. فلم تعد الصحافه رقابه وتقويم بل تحولت الي اشياء اخري هي بالطبع ليست من الصحافه في شيئ .. وكان النتاج الطبيعي لواقع مر وهلاميه في الشكل والمضمون .. اني اري ان حال الصحافه لن ينصلح الا اذا عادت للجماهير تستمع منهم وتعرض قضاياهم وهمومهم يومها سيعود لها القارئ واما اذا استمر الوضع علي ماهو سائد فسيأتي اليوم الذي نقول فيه كان لدينا صحافه .
وتبقي كلمه
لكل زمان مضى آية … وآية هذا الزمان الصحف
لسان البلاد ونبض العباد...وكهف الحقوق وحرب الجنف