ناجح ابراهيم
الشعراوي.. الإمامة تسير على قدمين
الخوف من الله شجاعة وعبادته حرية والذل له كرامة ومعرفته يقين. لا تستخدم فمك إلا فى شيئين الابتسامة والصمت؛ الابتسامة لإنهاء مشكلة، والصمت لعبور مشكلة. لعل الله حرمك مما تريد ليعطيك ما تحتاج. أتمنى أن يصل الدين لأهل السياسة وألا يصل أهل الدين للسياسة. الثائر الحق هو من يثور لهدم الفساد ثم يهدأ لبناء الأمجاد. اذكر الله فى راحتك ليذكرك فى حاجتك. لا يقلق من كان له أب فكيف بمن كان له رب. الدين كلمة تقال وسلوك يُفعل، فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك ضاعت الدعوة. تتراكم الهموم على قلوبنا بقدر ما يتراكم الغبار على مصاحفنا. من ينصحك بالصلاة هو أشد الناس حباً لك. من لا يملك ضربة فأسه لا يملك قرار نفسه، ومن لا يملك قوت يومه لا يملك قرار نفسه، إذا كانت اللقمة من فأسك فالكلمة والقرار سيكون من رأسك.
لا شىء يتم فى كون الله مصادفة بل كل شىء بقدر. لا تخش من تدابير البشر فأقصى ما يستطيعون فعله هو تنفيذ إرادة الله. لا تعبدوه ليعطى، بل اعبدوه ليرضى فإذا رضى أدهشكم بعطائه. اعتدنا على النعم حتى إننا إذا سُئلنا عن حالنا قلنا: لا جديد، فهل استشعرنا بقاء العافية وداوم النعم. النوايا الطيبة لن تضيع عند الله مهما أساء الآخرون الظن بها. إن تمنيتم شيئاً فتمنوا من الله ألا يريكم قيمة الأشياء بعد زوالها. عندما تلتقى الحركة مع الرؤية تحدث السعادة. من ابتغى صديقاً بلا عيب عاش وحيداً، ومن ابتغى زوجة بلا نقص عاش أعزب، ومن ابتغى قريباً كاملاً عاش قاطعاً لرحمه. كل الأشياء تذبل إن تركتها إلا القرآن إن تركته تذبل أنت. الظالم حين يظلم لا يأخذ حق غيره فقط بل يغرى غيره من الأقوياء على أخذ حقوق الضعفاء وظلمهم، وإذا انتشر الظلم فى مجتمع تأتى معه البطالة وتتعطل حركة الحياة. ستعيش مرة واحدة على هذه الأرض، إذا أخطأت اعتذر وإذا فرحت عبّر والأهم لا تكره ولا تحقد ولا تحسد. لا تندموا على حب أو معروف أو خير قدمتموه لمن لا يستحقه وكونوا معتزين دوماً بنقاء قلوبكم، وإياكم أن تلوموا طهارتكم. إن الله إذا أحب عبداً تفقده كما يتفقد الصديق صديقه. إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل. كن عظيماً ودوداً قبل أن تكون عظاماً ودوداً. لن يحكم أحدٌ فى ملك الله إلا بما أراده الله. الذين يحاولون أن يقصروا الإسلام على الشعائر المعروفة والأركان الخمسة يريدون عزل الإسلام عن حركة الحياة لصالحهم. ابتعد عمن تكره، لا تجامل كذباً، ولا توافق خجلاً، لم يمنحك الله هذه النفس لتعذبها. تحزن حينما يهجرك أو يتغير عليك البعض، ربما هى دعوتك ذات ليلة «واصرِف عَنّى شَرّ مَا قَضَيت». من حلاوة ما ذقته فى القرآن أريد أن أنقل هذه الحلاوة للناس. الحب الحقيقى هو حضن السيدة خديجة لرسول الله الذى طمأنه حينما جاء خائفاً من الوحى. المؤمن يقول: يارب وبمجرد قولته: «يارب» يرتاح قلبه قبل الإجابة لأنه التفت إلى مسبب الأسباب حينما عزّت عليه الأسباب. الحب له نوعان؛ حب عقل وحب عاطفة، حب العقل هو ما يرجح العقل نفعه كما يحب المريض الدواء المر بعقله، أما حب العاطفة فلا دليل من العقل له، مثل أن أحب ابنى حتى لو كان غبياً، ولا أحب ابن عدوى حتى لو كان ذكياً، حب العاطفة لا يقنن له. الجمال يلفت الأنظار ولكن الطيبة تلفت القلوب، إذا وجدت فقيراً فى بلاد المسلمين فاعلم أن غنياً سرق ماله. دعوة المظلوم كالرصاصة القوية تسافر فى سماء الأيام بقوة لتستقر بإذن ربها فى أغلى ما يملك الظالم. إنك لن تستطيع أن ترضى جميع الخلق، فأصلح ما بينك وبين الله فى شأنك كله ثم لا تبالِ بالناس. كلما زاد بر الوالدين زاد التوفيق فى حياتك. «وَقَالَ إِنِّى ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّى سَيَهْدِينِ» كلما شعرت بالحسرة والضياع اجمع هموم قلبك وارحل بها إلى الله فعنده فقط ستجد النجاة. لو يعلم الظالم ما أعده الله للمظلوم لبخل الظالم على المظلوم بظلمه له.
كانت هذه بعض حكم الإمام العظيم الشيخ الشعراوى الذى ملأ الدنيا علماً وحكمة وكرماً وجوداً، لم يكن مجرد واعظ، أو مفسر، أو خطيب مفوه بل كان إماماً بحق يملك كل أدوات الإمامة فى الدين ولن يستطيع أحد أن يخلع إمامته التى منحها الله له حياً ولا ميتاً، رحمه الله رحمة واسعة فى ذكراه.