المصرى اليوم
هناء موسى جاد الله
أمومة الحيوانات
صورة الفهدين مع الظَّبْيَة واحدة من أفضل الصور فى آخر عشر سنوات. فقد أدخلت صاحبها (المصور) فى حالة اكتئاب. فالقصة تقول إن هذين الفهدين هاجما الظَّبْيَة وقتما كانت تلعب فيه مع أولادها الصغار، وقد كان أمامها فرصة للهرب، وكانت المسافة للنجاة بحياتها فى صالحها ‏لكنها قررت أن تسلم نفسها للفهود بهذا الشكل، لكى تعطى فرصة لصغارها بالهرب. لأنها لو هربت أولا، لن يكون هناك متسع من الوقت لهروب صغارها. الصورة هى آخر لحظة للأم وحنجرتها فى فم الفهود، وهى تنظر بكل ثبات لتتأكد أن صغارها هربوا بسلام، قبل أن يتم افتراسها. تلك صورة الأمومة فى الحيوانات. فما بالنا بزوجين بلا رحمة وصلا بعنادهما وجهلهما، لدرجة انعدام العقل وجفاء الحس الإنسانى وتغافلا وسط خلافهما عن طفلهما وحيدا، دون اعتناء يتلاطما المسؤولية بينهما، إلى أن تركا الطفل يموت خوفا وجوعا وألما ورعبا، نتيجة إهمال أقرب ما لديه. وأم أخرى تقتل أولادها عمداً. نحن فى أشد وأصعب ما قد يشهده العالم !أين القلب والعقل من هذا؟ ومن أين لهما بتلك القدرة الجحودية ألم يروا معاناة المحرومين من تلك النعمة؟ ألم يشعروا بالشفقة على أطفالهما من لا حول لهما ولا قوة؟ جال عقلى يُفكر ما عسى أن يحدث يجعل شخصا ما يقتل طفلا، فما بالكم بأم؟ إنتابنى شلل فكرى عن وصف تلك الوقائع ببعدها كل البعد عن الإنسانية والتشبيه الوحيد لهما شياطين آدمية. فالإعدام بدون رحمة، أعتقد أقل ما يستحقونه. ويتم علانية ليكونوا عبرة للجميع! لأنه ماذا بعد تسليم أطفالهم للموت؟

هناء موسى جاد الله

hanaa٣moussa@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف