المصرى اليوم
د. خليل فاضل
أنا لا أنام.. أنا تعبان
من ضمن أهم أسباب التعب.. قلة النوم، وأمراض السكر والأنيميا واضطرابات الغدة الدرقية، وفترة ما بعد انقطاع الطمث وانقطاع التنفس لوهلة أثناء النوم، والاكتئاب.
إن قلة النوم أو عدمه، أو النوم المضطرب يجعلك مشوشًا منزعجًا، ويؤثر عليه سلبًا؛ فتحُس بالنعاس والإجهاد، وأنت تقود سيارة أو تتحكم فى إدارة مهمة، سترتكب الأخطاء الجسيمة، التى قد تكلفك وظيفتك أو أيٍ من حوادث الطريق، إنه يؤدى إلى عدم التركيز، وبالتالى ضعف التحصيل الدراسى، وقد يجعل حياتك الزوجية على المحَك، إذًا خذ بالك.

يلعب النوم دورًا أساسيًا فى صواب التفكير، كما تساعد اليقظة على انتعاش الذاكرة والانتباه والقدرة على التمييز، واتخاذ القرار الصحيح فى الوقت الصحيح. من الممكن أن يؤدى نقص النوم الضرورى لحيوية الجسم إلى أمراضٍ ومشكلات صحية جمّة، كالتعرض لنوبات القلب، وعدم انتظام النبض، وفرط ضغط الدم والسكتة الدماغية ومرض السكرى، ويقتل الرغبة الجنسية، ويؤدى إلى نقص هرمون الذكورة: التستوستيرون خاصة أثناء النوم الذى يعد فترة نشاط هرمونى مهم للحياة. الأرق عرض وليس مرضًا، عرض يؤدى إلى اختلال المزاج، وإن الخوف من عدم القدرة على النوم يؤدى فى معظم الحالات إلى التقلب فى الفراش بعيون مفتوحة، وإحباط ويأس، ثم القيام للتدخين أو مشاهدة التليفزيون، أو اللعب على الموبايل وكلها أمور تزيد من الطين بلّة.

قلة النوم تؤثر على حالة جلدك فتيبسه، وتجعل وجهك يبدو مخطوفًا، وتزيد من وزنك، وتؤثر على نوعية حياتك ومسؤولياتك.

أدرك أن ما أود قوله كلام، ولأن الناس اعتادت على عدم سماع الكلام، وعادوا صغارًا يعاندون أنفسهم، لكن لا بأس، حاول أن تنام فى نفس الموعد كل ليلة، ولا تشرب الشاى والقهوة عمّال على بطّال، لأن فى ذلك ضررا جسيما على المخ فى المركز الخاص باليقظة والنوم.

كثير منا فى البلاد الحارة يحب القيلولة، لكن حدِّدها بساعةِ واحدة فقط، لأنها إذا طالت ستؤثر سلبًا على نومك ليلًا. لازم ولابد من المشى لمسافات، ولمدد لا تقل عن نصف ساعة يوميًا، ولو حول البيت، ويفضل الذهاب إلى الجيم، ولا تجعل سريرك مكتبك، سريرك للنوم فقط، لو سمحت، لا تشرب ولا تأكل مباشرة قبل الخلود إلى النوم، لأن جهازك الهضمى سيظل يعمل وسيوقظك وسيعطلك عن حلاوة النوم، فلتأكل ساعتين أو ساعة ونصف قبل النوم، ولا تشرب الكثير من السوائل ليلًا، حتى لا تنهض من نومك للتبول، فلتكن بيئة نومك مريحة وصحية، وفى الحرارة المعتدلة، بلا ضوضاء، وفراش مريح، ووسادة طبية إن أمكن.

اترك كل ما يمكن أن يشغلك خارج غرفة النوم، فلا موبايل ولا تليفزيون ولا ورق، لا تجهد نفسك ذهنيًا أو جسديًا، تمدَّد، وتمطَّى، وتنهد، وتنفس من بطنك، ولا تلجأ إلى المنومات، وهى غير الأدوية المضادة للاكتئاب، ولا تشرب الكحول، أو الشاى أو القهوة قبل النوم، عرِّض نفسك للشمس أو الضوء الساطع خلال ساعات النهار، مع الحمام الفاتر الذى يساعد على النوم أو على الأقل ضع قدميك فى ماء دافيئ بعض الوقت.

لابد من الإشارة إلى أن كثيرا من المُصابين باضطرابات نفسية، يحتاجون إلى علاج دوائى نفسى قد يستمر لفترة طويلة من الزمن لذلك يمكن استثناؤهم من تناول عقاقير موصوفة طبيًا، إن سهولة الذهاب إلى الصيدلية وشراء منوم مسألة خطرة جدًا، فمن الممكن لهذا المنوم أو ذاك أن يزيد الطين بلّة، أما إذا كنت تعانى من سُهاد الحب، فنم ملء جفنيك استعدادًا للقاء الحبيب، ولتستمتع بالحياة، لأنها تستحق مهما كانت صعوبتها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف