الأب رفيق جريش
ميثاق مبادئ الديانة الإسلامية فى فرنسا (1)
منذ عدة أيام وتلبية لنداء الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا أصدر مسئولو مجالس واتحادات الإدارات الخاصة بمراكز العبادة الإسلامية فى فرنسا «ميثاق المبادئ» وذلك على أثر الأعمال الإرهابية التى تمت فى فرنسا وآخرها ذبح مدرس فرنسى من قبل طالب مسلم بتحريض من الجماعات الإسلامية المتطرفة فى فرنسا وأهم ما جاء فيه:
1 ــ الديباجة: نتعهد من خلال هذا الميثاق، وبصفتنا مواطنين فرنسيين و/ أو بصفتنا أيضا ممثلين عن جمعيات الطوائف الإسلامية على احترام جميع المواد المنصوص عليها الوثيقة الحالية والمسماة بـ«ميثاق المبادئ». ويهدف هذا الميثاق إلى وضع أطر لنظم وقواعد الأخلاق، والتى يتعين عليها تنظيم عمل المجلس القومى للأئمة. وبهذا نؤكد ومن جديد بأنه ليس لمعتقداتنا الدينية أو أية أسباب أخرى أن تسمح بإزاحة المبادئ المؤسسة لحقوق ودستور الجمهورية.
2 ــ المادة 1 هدف الميثاق: إن القيم الإسلامية متفقة تماما مع المبادئ والحقوق المطبقة فى الجمهورية، كما أن مسلمى فرنسا ينتمون كلية إلى الجماعة الوطنية. ومن الناحية الدستورية، جميع المواطنين متساوون، بغض النظر عن دياناتهم وإيمانهم أو معتقداتهم الفلسفية.
ومن الناحية الدينية والأخلاقية فالمسلمون بصفتهم مواطنين أو مقيمين غرباء مرتبطون بفرنسا من خلال عهد. ويجب عليهم بمقتضى هذا العهد احترام الترابط الوطنى والنظام الجمهورى وقوانين الجمهورية.
ويساهم هذا الميثاق على ترسيخ العلاقات الهادئة والوثيقة بين الجماعة الوطنية، باختلافاتها وبمجملها مع جميع المسلمين الموجودين على أراضى الجمهورية سواء كانوا مواطنين أو مقيمين غرباء. يلتزم جميع الموقعين على هذا الميثاق على الاحترام والكرامة والعمل على السلام المدنى وعلى مكافحة جميع أشكال العنف والكراهية.
3 ــ المادة 3 الحرية: إن الحرية مكفولة من خلال مبدأ العلمانية التى تتيح لكل مواطن الاعتقاد أو عدم الاعتقاد وممارسة العبادة التى يختارها أو تغيير ديانته. كما يلتزم الموقعون على عدم تجريم رفض الإسلام وعلى عدم وصفه بالارتداد (الردة)، وبعدم التنديد ــ بصورة مباشرة أو غير مباشرة ــ أو الاعتداء على السلامة الجسدية أو النفسية لمن يرفض أية ديانة. إن الله منح الانسان حرية الاختيار لمعتقداته بعيدا عن أى اجبار: «لا إكراه فى الدين» (القرآن الكريم 2: 256) وقد أوضح عن رغبته هذه من خلال عبارة: «ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين». (القرآن، 10: 99). إن التبشير التعسفى والقاهر للوعى يتعارض مع حرية العقل والقلب وهما ما يميزان حرية الانسان. وعلى قناعة بأن الحوار هو دائما المصدر الثرى وهو بمثابة حصن ضد التعصب. ونوافق على إجراء كل أنواع الحوارات ونرفض كل أشكال العنف.
4 ــ المادة 4 المساواة: يلتزم الإسلام بالكامل بالمادة 1 للإعلان عن «حقوق الانسان والمواطنة». كما وردت هذه المساواة فى الكتب الإسلامية: «ولقد كرمنا بنى آدم» (القرآن 70:17). والمساواة بين المرأة والرجل هو مبدأ أساسى ذكر فى النص القرآنى الكريم: «يأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة» (القرآن 1:4).
5 ــ المادة 5 الأخوة: إن الأخوة، من وجهة نظر الدين ملزمة بين البشر. إذ تدعونا أخلاقياتنا إلى التعاطف نحو إخواننا المواطنين دون تمييز. نرفض جميع أنواع التمييز القائم على الدين والجنس والميول الجنسية والانتماء العرقى والحالة الصحية أو الإعاقة كما ندعو جميع المواطنين إلى الثبات على ما هم عليه وبما يعتقد.
إن جميع أشكال التمييز العنصرى وكراهية الآخر وخاصة الأفعال المعادية للمسلمين والأفعال المعادية لليهود والمعادية للمثليين وكراهية النساء تعتبر جنحا سوف تجرم وتخضع جميعها لقانون العقوبات. كما أنه إعلان عن تراجع الفكر والعقل والذى يرفضه الإيمان الصادق.
وللميثاق بقية...