المصرى اليوم
عبد المنعم عمارة
كرة اليد المصرية والعالمية
هل حضرتك عزيزى القارئ سألت نفسك ما حكاية المائة يوم التى يرددها الإعلام الأمريكى وكل الشعب الأمريكى، ما قصتها ومَن الذى قال بها؟ الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت عام ١٩٣٣ كان لديه العديد من المشاكل، مثل الكساد العالمى للاقتصاد، ما دفعه إلى وضع برنامج سريع للإصلاح ووعد بتحقيقه خلال ١٠٠ يوم «ملحوظة حكم أمريكا ثلاث دورات لمدة ١٢ عامًا وكان يمكن أن يحصل على الدورة الرابعة لولا وفاته، بعدها قرر الأوائل قصر مدة الرئيس على دورتين فقط خوفًا من استمرار الرئيس فى حكم أمريكا مدى الحياة، بعدها جعلوا مدة حكم الرئيس مدتين فقط لمدة ثمانى سنوات».
من يومها، صار بند المائة يوم من الحكم بندًا كاملًا ورئيسيًا فى برنامج المرشحين للرئاسة، على أن يوضح ما سيفعل فيها.

وأصبح ذلك كابوسًا لمَن سينجح فى الانتخابات ويصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، لماذا؟ لأنه يعيش قلقًا طوال هذه الفترة خوفًا من عواصف استطلاعات الرأى وشماتة المعارضين وتساؤلات المؤيدين.

عزيزى القارئ

ولعلنا لاحظنا أثناء الحملات الانتخابية أن كل مرشح يضع برنامجًا وكان يغازل به الشعب الأمريكى والمصوتين.

ولعل الرئيس بايدن كان محظوظًا، فكان أمامه قرارات ترامب الغريبة وأمامه كارثة كورونا التى أُصيب منها حوالى ١٢ مليون مواطن أمريكى، ومات منها حوالى ٤٠٠ ألف مواطن أمريكى.. نعم كانت أمامه تحديات فى أول مائة يوم ولكنها ستساعده بسهولة فى تغيير ورفض معظم قرارات ترامب.

كانت المائة يوم بندًا ثابتًا فى برنامجه، حيث توصف بأنها الأصعب نظرًا لثقل المهام الوظيفية التى يجب على الرئيس القيام بها من أجل تعزيز موقفه وفريقه للحكم.

رسم الرئيس بايدن عناوين قصيرة للأيام المائة من ولايته، اشتملت على عدد من القضايا المُلِحّة فى الشارع الأمريكى. كورونا ونتائجها وكيفية توزيع اللقاح والوصول لجميع الأمريكيين + إلغاء قرار الانسحاب من منظمة الصحة العالمية + إلغاء قرار ترامب بحظر دخول مواطنين معظمهم من الدول الإسلامية + الكوارث المناخية والعودة إلى اتفاقية باريس للمناخ التى انسحب منها ترامب ٢٠١٧ + الهجرة واستصدار قانون لمساعدة أكثر من ١١ مليون شخص غير موثَّقين فى أمريكا + إصلاح القضاء الذى وعد بإصلاحه بتعيين لجنة وطنية مكونة من أعضاء الحزبين الديمقراطى والجمهورى لذلك + تقديم ٢٠٠ دولار شهريًا للمواطنين وتخفيض الضرائب العامة وعلى قروض الطلاب + التوسع فى مظلة التأمين الصحى العام بمنح مزايا لكبار السن + إلغاء قرارات ترامب التى تفصل الآباء عن أبنائهم على الحدود + تغيير سياسة ترامب الانعزالية وإصلاحات العلاقات مع حلفاء أمريكا وتقوية حلف الناتو.

ويتبقى التساؤل الكبير عن علاقاته مع الشرق الأوسط، وعن قضايا العلاقات الخارجية الصين- كوريا الشمالية- روسيا.

ويتبقى أن أسألك: بذمتك كل هذا يحتاج مائة يوم فقط، أم ثمانى سنوات، أى دورتين انتخابيتين؟

بصراحة كان الله فى عونه.

■ ■ ■

اسمح لى صديقى القارئ أن أحكى لحضرتك حكاية لا فتوتة حكاية، أو مينى حكاية. أحد الوزراء قال لى بنحسدك، قلت خير، يا عمى عايش مع شباب وشابات فى عمر الزهور ليل ونهار، يومك من مباراة كرة لمباراة يد من حفلة للشباب لحفلة أخرى برضه شبابية. شرحت له المعاناة. يومى كله توتر، مشاكل كرة القدم ٢٤ ساعة فى اليوم، توتر فى مباريات مصر الدولية، بجد كنت أعانى نفسيًا، خاصة لو كانت هناك هزيمة وقبل وأثناء المباراة.

عزيزى القارئ

بطولة العالم لكرة اليد أعادت ذكريات التسعينيات ٩١، نظمت الدورة الإفريقية الشهيرة + بطولة العالم للناشئين لكرة اليد والحصول على بطولة العالم ٩٣ + بطولة العالم لكرة القدم ٩٧. فى فترتى جاءنى صديقى د. حسن مصطفى بأحلامه وأفكاره التى كنا نتشارك فيها، وهى كيف نحوّل فريق مصر من محلى إلى فريق عالمى.. وبدأ العمل، وضعت له ميزانية مفتوحة.. سفر طوال العام للمنتخب، بطولات إقليمية ودولية.. كان معنا كابتن شمس، المدير الفنى- رحمه الله- وكان رائعًا ساهم بالنصيب الكبير لبناء هذا الفريق العالمى، الذى حصلنا معه ومع د. حسين على بطولة العالم. وأظن أن المباراة النهائية كانت مع الدنمارك أيضًا. هذا غير بطولة دورة الألعاب الإفريقية ومقصورة الاستاد، التى كان لى الشرف فى بنائها مع المقاولون العرب، فى وقت إعجازى لا يتجاوز ٨ شهور.

كنت أتابع بطولة العالم الحالية + صالات جديدة + تطوير صالات الاستاد + استعدادات إدارية ومالية وصحية على أعلى مستوى، ليس مجاملة، ولكن ذلك هو الواقع، فالرئيس السيسى له اليد الطولى بتعليماته وتوجيهاته المستمرة ومتابعاته لكل مجالات البطولة. اجتماعات عديدة مع رئيس الوزراء د. مدبولى ووزرائه المختصين وحماسه ومتابعاته، كما أشيد بالدور الكبير الذى لعبه الوزير د. أشرف صبحى، الذى كان لا ينام، وتصادف أن حضرت أحد لقاءاته مع اللجنة المنظمة ومع رئيس الاتحاد، الذين أوجه لهم كل الشكر، واستمتعت بكيفية إدارته لمهام هذه البطولة، بطولة عالمية فى ظروف صعبة، بطولة كانت على المحك ولم تكن لتقام لولا إرادة الرئيس. أداء ماتخرش منه ولا نقطة مَيّة.

أداء اللاعبين المبهر والعالمى سعدت به، وذكّرنى بالمباراة النهائية التى فزنا فيها ببطولة العالم. كيف كان التوتر والخوف والأمل تسيطر علىَّ. المهم أننا أصبح لدينا فريق عالمى امتدادًا لفريق بطولة ٩٣ الرائع، الذين هم بداية عالمية كرة اليد فى مصر.

المباراة النهائية كانت مع فريق الدنمارك أيضًا، بطلة العالم الأخيرة.

شكرًا د. حسن مصطفى، مرت سنوات طويلة على علاقتى به ومازال متألقًا ومشرقًا ومازلت أذكره عندما يدخل علىَّ المكتب ويبدأ يطلب ويطلب ويطلب، كنت أحاول فى بعض الأحيان أن أعاكسه، كان يغضب ويكاد ينسحب.. كان بيننا كل الحب، رسالة هى عالمية كرة اليد فى مصر.

شكرًا مصر، شكرًا ناس مصر، شكرًا رئيس مصر، شكرًا رئيس الوزراء، شكرًا د. أشرف صبحى، وشكرًا لإدارة اللعبة واللجنة المنظمة، وزراء الصحة والطيران والسياحة وغيرهم من الوزراء. شكرًا حسين لبيب، نجم كرة اليد، مدير البطولة.

ويا رب مصر تكون وتعيش دائمًا فى بطولات وانتصارات.

آمين يا رب العالمين.

مشاعر.. الإمبراطور الرومانى كاليجولا أشهر طاغية فى التاريخ

عنوان مقالى الرئيسى هو مشاعر:

المشاعر هى أيقونة الحياة والنفس البشرية.. الإنسان ٢٤ ساعة فى اليوم تسيطر عليه المشاعر.. عندى أسئلة لحضراتكم.. هل المشاعر فطرية أم مكتسبة؟

هل هى جينات أم مصنوعة؟.. هل المشاعر تقوم على ذكاء الإنسان، وهل الأذكى هو الأكثر مشاعر والأغبى أقل مشاعر؟ هل هى موجودة ونحن فى بطون أمهاتنا؟ ولكن كيف؟ الطفل يضرب بقدميه على رحم أمه وبطنها.. ما معنى ذلك؟ هل جعان- عطشان- أم يريد الخروج للدنيا الواسعة، فهل كل ذلك مشاعر؟ الله أعلم.

كتبت عن الحب مقالات عديدة.. عن الحب عند الشباب- عن الحب الأول- الحب عند المسنين.

هذا المقال أكتب عن المشاعر، اخترت شخصية حقيقية عالمية، هو الإمبراطور كاليجولا، إمبراطور روما.. كيف لعبت مشاعره دورًا كبيرًا فى تغييره من إنسان محبوب من شعبه إلى إنسان يكرهه شعبه.

لكن ما حكايته؟

كاليجولا جده الأكبر الإمبراطور الشهير قيصر، وابن أخيه الإمبراطور المجنون نيرون، الذى حرق روما، عاصمة الإمبراطورية.

هو الإمبراطور الثالث للإمبراطورية الرومانية، وهو واحد من أشهر الحكام على مر التاريخ.. ملخصه هو القتل والاغتصاب وتعيين جواده عضوًا بمجلس الشيوخ. يقولون إنه أشهر طاغية فى التاريخ، كانت عبقريته هى عبقرية الشر.

عاش طفولته فى الحصون العسكرية- يتعلم فنون الحرب والقتال- شغوفًا بحبه للحروب وساحات القتال فى سنوات عمره الأولى- أمه أعطته بدلة عسكرية صغيرة وحذاء صغيرًا للذهاب إلى ساحات القتال. أطلق عليه الجنود كاليجولا، وهو ما يعنى المجند صاحب الحذاء الصغير. اكتسب شعبية وأصبح أكثر الحكام شعبية بين الناس، وأحب شعبه.

إذن إنسان عادى ومحبوب من شعبه، فجأة مرض مرضًا شديدًا لم يُعرف سببه، ظنوا أن ذلك من فرط شربه للخمر وممارسة الجنس.

لاحظ فى الجزء الباقى من المقال كيف تحول وكيف انقلبت حياته رأسًا على عقب، فهل المرض هو الذى غيّر شخصيته ليتحول من إمبراطور محبوب إلى طاغية مكروه فى البلاد؟.

بعدها دخل فى مرحلة استبداد وجنون، حتى إنه ادَّعى الألوهية، وصل به الجنون إلى رغبته فى بناء جسر يربط بين روما وكوكب المشترى حتى يمكنه الوصول إلى الآلهة الأخرى للتشاور معهم، أو قتل جميع الصلعان بسبب كرهه الشديد لهم، بالرغم من أنه كان أصلع، أغلق جميع مخازن الغذاء حتى تحدث مجاعة فى البلاد. كان يستمتع بمشاهدة الشعب وهم يموتون ببطء بسبب الجوع.

قال جملته الشهيرة: «سأكون بديلًا لكم عن الطاعون»، وصل به الخرف والجنون إلى مرحلة كبيرة، حيث أعلن أنه عيّن جواده «تانتوس» عضوًا بمجلس الشيوخ.

قرر ذات يوم دخول مجلس الشيوخ ممتطيًا حصانه العزيز، اعترض أحد الأعضاء على ذلك، فقال له: «هو أكثر أهمية منك يكفى أنه يحملنى»، وأصدر قرارًا بتعيينه عضوًا بالمجلس، وأقام له احتفالًا حضره الأعضاء، المأدبة لم يكن بها سوى التبن والشعير، اندهشوا فقال لهم هذا شرف عظيم أن تأكلوا فى صحائف ذهبية ما يأكله الحصان.

ثار العضو عندما عيّن الحصان محله، فثار وقال: يا أشراف روما افعلوا مثلى واستردوا شرفكم المُهان، قامت معركة بالأطباق، وتجمع الكل حول كاليجولا حتى مساعدوه وقتلوه، وطعنه الجميع وألقوه فى إحدى الآبار العميقة، وهكذا تخلص شعبه من بطشه وجنونه إلى الأبد، عرف الشعب وخرجوا فى ثورة عارمة، لتنتهى بذلك أسطورة الحاكم الطاغية.

عزيزى القارئ

السؤال هو: كيف تحول هذا الإنسان من إمبراطور يحبه شعبه إلى إنسان يقتله شعبه ببشاعة؟ وسؤال هو: كيف تحولت مشاعره إلى هذا الحد ليصبح أشهر طاغية فى التاريخ الإنسانى؟

هل مشاعره التى تغيرت هى التى قتلته؟ كيف تملّكه الإحساس بأنه إله على الأرض لا يخطئ؟ كيف تحول إلى إنسان يقتل بسبب أو دون سبب.. هل السبب السأم والعجز النفسى؟.. ظنى أن هذا التحول أسطورة لم تُكشف فصولها بعد.

إذن أعود إلى السؤال: هل المشاعر جينات، أم مصنوعة، أم يمكن القول إن هناك ما يمكن أن أسميه ذكاء المشاعر؟.

أسألك رأيك عزيزى القارئ.

مينى مشاعر.. تألق ميدو لاعبًا ومدربًا وإعلاميًا

■ من صفحة الرياضة بجريدة الوفد عنوان يقول: الإسماعيلى بيشحت رديف القطبين، خبر أثار جماهير الإسماعيلى، منتهى الإهانة.

■ لاءات اللجنة التى تدير الكرة فى مصر: لا للفار- لا لبطولة الناشئين- لا لقصر حراس المرمى على المصريين- لا لاستمرار الدورى إلا إذا!!! لا للناشئين.

■ بورصة المطربين فى الأفراح: عمرو دياب ٦٧٠ ألف جنيه «بس»، تامر حسنى ٣٥٠ ألف جنيه «بس»، حماقى ٢٥٠ ألف جنيه «بس»، محمد منير ٤٥٠ ألف جنيه «بس».. كل ذلك ولا توجد أفراح بسبب كورونا.

■ الدولى أحمد حسام «ميدو» له شخصية لا تملك إلا أن تحترمه، خطابه لفيفا لا يستطيع أن يفعله أحد سوى ميدو.

■ لجنة الكرة الموقرة أعلنت تقدمها لاستضافة نهائى دورى الأبطال الإفريقى وطلب تنظيم كأس الأمم الإفريقية ٢٠٢٣، كل ذلك دون طلب الموافقة من حكومة مصر ووزير الشباب والرياضة.. هل مقبول أن يوافقوا لمصر على استضافة بطولتين متتاليتين؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف